- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار الأمريكي يتراجع لأدنى مستوى في 6 أسابيع وسط مخاوف التباطؤ وضغوط تجارية
الدولار الأمريكي يتراجع لأدنى مستوى في 6 أسابيع وسط مخاوف التباطؤ وضغوط تجارية

هيمنت أجواء الارتباك والتخبط على الأسواق المالية العالمية، بالتزامن مع اقتراب موعد بدء تنفيذ الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات الصلب.
وتتفاقم المخاوف وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، رغم الحديث عن احتمالات حدوث اتصال أو لقاء مرتقب بين الرئيس الأميركي ونظيره الصيني، في محاولة لاحتواء الأزمة.
أداء الدولار الأمريكي اليوم
في ظل هذه الأجواء المشحونة، واصل الدولار الأميركي تسجيل الخسائر، حيث لامس في بداية تعاملات اليوم أدنى مستوياته منذ ستة أسابيع، نتيجة تصاعد القلق بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي المتأثر بالحرب التجارية.
تبقى الأسواق في حالة ترقب وانتظار لصدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المهمة، وعلى رأسها البيانات الأولية للتضخم في منطقة اليورو كما تنتظر الأسواق ما قد يصدر من قرارات سياسية واقتصادية محتملة خلال الأيام المقبلة، لما لذلك من تأثير مباشر على اتجاهات الأسواق المالية العالمية.
الدولار الأميركي يلامس أدنى مستوياته في 6 أسابيع
سجل الدولار الأميركي يوم الثلاثاء أدنى مستوياته في ستة أسابيع، متأثراً بمؤشرات واضحة على تباطؤ الاقتصاد الأميركي نتيجة الأضرار التي خلفتها الحرب التجارية التي تقودها إدارة ترامب.
ورغم أن الأسواق العالمية شهدت بعض التعافي عقب تقلّبها بسبب تهديدات ترامب المتكررة بفرض رسوم جمركية، إلا أن الدولار ظل تحت ضغط واضح.
من المتوقع أن تكشف البيانات الاقتصادية الأميركية المقبلة، خاصة المتعلقة بقطاعي التصنيع والتوظيف، عن مزيد من العلامات على التأثير السلبي لحالة عدم اليقين التجاري. وتترقب الأسواق هذه البيانات لتقييم مدى الضرر الذي أصاب أكبر اقتصاد في العالم.
اعتباراً من يوم الأربعاء، من المنتظر أن تتضاعف الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على واردات الصلب والألومنيوم لتصل إلى 50%. ويتزامن هذا التاريخ مع توقعات بتقديم الدول الأخرى لعروض تفاوضية محسنة خلال المفاوضات التجارية.
أوضح رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات في البنك الوطني الأسترالي، أن "الوضع الحالي يؤكد أن التوترات التجارية لم تنخفض فعلياً، وقد شهدنا تأثيرات سلبية واضحة على أداء الدولار الأميركي". وأضاف أن "من اللافت أن الدولار الأسترالي والنيوزيلندي قدما أداءً جيداً خلال هذه الفترة، مقارنة بعملات أخرى".
أداء العملات العالمية اليوم
انخفاض مؤشر الدولار وتعافٍ محدود أمام الين
تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية إلى مستوى 98.58 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر أبريل، قبل أن يرتد بزيادة طفيفة بلغت 0.3%. كما صعد الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 143.21 ين.
شهد مؤشر الدولار انخفاضاً بنسبة 0.8% يوم الاثنين، عقب صدور بيانات أظهرت انكماش قطاع التصنيع الأميركي للشهر الثالث على التوالي في مايو وأدى تأثير الرسوم الجمركية إلى تأخير في تسليم الموردين لبضائعهم، مما أضاف ضغوطاً إضافية على الاقتصاد.
على الرغم من أن الدولار تلقى بعض الدعم الأسبوع الماضي بعد استئناف محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن محكمة الاستئناف أعادت تطبيق الرسوم الجمركية التي سبق أن أوقفتها محكمة تجارية أميركية، ما زاد من حالة الغموض، خاصة في ظل إصرار إدارة ترامب على إيجاد طرق بديلة لتطبيق هذه الرسوم في حال خسرت المعركة القضائية.
تحركات اليورو والدولار النيوزيلندي
تراجع اليورو بنسبة 0.2% بعد أن كان قد وصل مؤقتاً إلى أعلى مستوى له في ستة أسابيع عند 1.1454 دولار. وتركز الأنظار لاحقاً هذا الأسبوع على قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة وتحديث توقعاته المستقبلية.
أما الدولار النيوزيلندي فقد سجل ارتفاعاً إلى مستوى 0.6054 دولار، وهو الأعلى له منذ بداية العام، قبل أن يتراجع بنسبة 0.4%.
عملات الأسواق الناشئة تتراجع
تراجعت عملات الأسواق الناشئة في آسيا يوم الثلاثاء، مدفوعة بتجدد المخاوف بشأن التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، مما أثر سلباً على شهية المخاطرة لدى المستثمرين. وانخفض مؤشر مورغان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 0.1%.
سجلت الروبية الإندونيسية تراجعاً بنسبة 0.3%، كما تراجعت كل من العملة السنغافورية والبات التايلاندي بنسب تراوحت بين 0.2 و0.4%.
تأتي هذه التحركات وسط توقعات بعقد محادثات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال هذا الأسبوع، خاصة بعد اتهام ترامب للصين بانتهاك اتفاقيات تجارية سابقة، وهو ما اعتبرته بكين اتهامات "لا أساس لها من الصحة".
قال مايكل وان، كبير محللي العملات في بنك MUFG، إن "الصين تُعد شريكاً تجارياً رئيسياً لغالبية دول جنوب شرق آسيا، وبالتالي فإن أداء عملات تلك الدول سيتأثر بشكل مباشر بمسار العلاقات الأميركية الصينية". وأضاف: "الحذر هو سيد الموقف حالياً، حيث يعتمد الكثير على ما إذا كان هناك تخفيف في اللهجة التصعيدية بشأن الرسوم الجمركية".
أداء متباين لأسواق الأسهم الآسيوية
شهدت أسواق الأسهم في آسيا أداءً متبايناً، حيث تراجعت الأسهم في ماليزيا بنسبة 0.3%، وفي الهند بنسبة 0.2%. في المقابل، سجلت الأسهم الفلبينية ارتفاعاً بنسبة 0.5%، بينما ارتفعت الأسهم في تايوان بنسبة 0.8% مدفوعة بصعود سهم شركة «تي إس إم سي» بنسبة 1.2%.
أكدت شركة TSMC أن الرسوم الأميركية تؤثر جزئياً على عملياتها، لكنها أوضحت أن الطلب المرتفع على تقنيات الذكاء الاصطناعي يفوق العرض الحالي، ما حافظ على أداء السهم في المنطقة الخضراء.
أُغلقت الأسواق في كوريا الجنوبية بسبب الانتخابات الرئاسية، التي تأتي بعد ستة أشهر من اضطرابات سياسية واسعة عقب فرض الأحكام العرفية بشكل مفاجئ من قبل الرئيس السابق يون سوك يول.
وقد سجل الوون الكوري الجنوبي ارتفاعاً بنحو 7% منذ بداية العام، مع تسجيل آخر تداول له عند 1,377.1 لكل دولار أميركي. وأشار محللو "مايبانك" إلى أن العملة قد تستقر حول هذه المستويات طالما لم تحدث مفاجآت انتخابية كبيرة،
وأضافوا: "تراجعت علاوة المخاطر السياسية منذ انتهاء الأحكام العرفية، لكن تبقى سياسة ترامب التجارية، خاصة الرسوم المرتقبة على أشباه الموصلات، مصدر ضغط محتمل على الوون".