بيتكوين 119,375.00 يورو 0.853 ين ياباني 147.67 فرنك سويسري 0.796 جنيه استرليني 0.744 دولار كندي 1.397 ريال سعودي 3.750 درهم اماراتي 3.672 دينار عراقي 1,310.53 دينار اردني 0.709 ريال قطري 3.641 دينار كويتي 0.306

انهيار تاريخي في سوق الكريبتو: تبخر 19 مليار دولار بعد تهديدات ترامب ضد الصين

انهيار تاريخي في سوق الكريبتو: تبخر 19 مليار دولار بعد تهديدات ترامب ضد الصين

في مشهد يجمع بين الجغرافيا السياسية والتكنولوجيا المالية، عاشت الأسواق العالمية، وعلى رأسها سوق العملات المشفّرة، يومًا استثنائيًا من التقلبات العنيفة التي كشفت هشاشة النظام المالي الجديد القائم على الأصول الرقمية.


فبينما كانت بيتكوين تتأرجح عند مستويات قياسية فوق 120 ألف دولار قبل أيام، جاء تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية ليقلب المعادلة رأسًا على عقب، ويدفع المستثمرين إلى عمليات بيع جماعية غير مسبوقة، محا بها السوق ما يقارب 19 مليار دولار في أقل من 24 ساعة — وهي الخسارة الأكبر في تاريخ العملات المشفّرة.

 

لم يكن الحدث مجرد تصحيح سعري عابر، بل جاء كجرس إنذار قوي يعكس مدى ترابط أسواق الكريبتو مع التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، وتحوّلها من "ملاذ بديل" إلى أداة شديدة الحساسية للتغيرات في مزاج المستثمرين العالميين.

أداء البيتكوين اليوم

شهدت أسواق العملات المشفّرة واحدة من أكثر فتراتها اضطراباً في التاريخ الحديث، بعد أن أدّى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى موجة بيع ضخمة محا خلالها المستثمرون أكثر من 19 مليار دولار من المراكز المفتوحة خلال ساعات قليلة.

 

هذه الخسارة غير المسبوقة جاءت كحدثٍ صادمٍ في عالم الكريبتو، لتؤكد أن الأسواق الرقمية لم تعد بمعزل عن الاقتصاد الكلي والسياسات الدولية كما كانت تُصوَّر في بداياتها.

 

ارتدت بيتكوين صباح الاثنين بنسبة 3.1% لتصل إلى 115,107 دولار عند الساعة 09:32 صباحًا بتوقيت السعودية، بعد أن كانت قد انخفضت إلى أدنى مستوى عند 103,893 دولار يوم الجمعة، في تراجعٍ حادّ أعقب بلوغها مستوىً قياسيًا جديدًا تجاوز 126,000 دولار في الأسبوع السابق.


الهبوط العنيف ثم الارتداد القوي يعكسان حال الأسواق التي لا تزال تحت تأثير موجة الصدمة الناجمة عن قرارات ترامب وتصاعد الحرب التجارية.

19 مليار دولار تتبخر من سوق الكريبتو في ساعات

بحسب بيانات المنصات العالمية، تمّت تصفية أكثر من 19 مليار دولار من المراكز الطويلة خلال 24 ساعة فقط، في ما وصفه المحللون بأنه أكبر حدث تصفية يومي على الإطلاق في تاريخ العملات المشفّرة.


هذه الموجة العنيفة جاءت بعد إعلان ترامب خططًا لفرض تعريفات جديدة بنسبة تصل إلى 100% على السلع الصينية، إلى جانب فرض ضوابط أكثر صرامة على تصدير التقنيات المتقدمة، مما أشعل موجة ذعر اجتاحت المستثمرين والمضاربين في سوق الكريبتو.

 

النتيجة كانت إغلاق أكثر من 1.6 مليون حساب تداول على منصات مثل بينانس، بايبت، وهايبرليكويد مع تسارع أوامر وقف الخسارة ونداءات الهامش المتتالية، لتشهد السوق واحدة من أكثر فترات التصفية فوضوية في تاريخها.

انعكاس التوترات بين واشنطن وبكين على الأسواق العالمية

أدت تهديدات ترامب ضد الصين إلى اهتزاز الأسواق المالية العالمية بأكملها، إذ تكبّد مؤشرا ناسداك وستاندرد آند بورز 500 أكبر خسائرهما في ستة أشهر، في دلالة على تصاعد المخاوف من حرب تجارية جديدة قد تعيد الاقتصاد العالمي إلى أجواء التوتر التي شهدها في 2018 و2019.

 

وردّت بكين بلهجة حازمة، مؤكدة أنها "لا تخشى الحرب التجارية" ومتعهدة باتخاذ إجراءات مضادة إذا مضت الولايات المتحدة قدمًا في تنفيذ تهديداتها.


هذا التوتر المتبادل عزز مخاوف المستثمرين، ودفعهم إلى الهروب من الأصول عالية المخاطر، بما فيها العملات المشفّرة التي أصبحت تسلك سلوك الأسواق التقليدية نفسها.

تصحيح حاد أم بداية دورة هبوطية جديدة؟

يرى بعض المحللين أن ما حدث هو تصحيح صحي بعد الارتفاعات القياسية الأخيرة، بينما يعتبر آخرون أن السوق دخلت مرحلة هشاشة هيكلية بسبب الاعتماد المفرط على الرافعة المالية في التداولات.


فالعملات المشفّرة لم تعد بمعزل عن السياسات النقدية أو التصعيدات الجيوسياسية، بل أصبحت تتحرك بتناسق واضح مع شهية المخاطرة العالمية، لتتحول من "ذهب رقمي" إلى أداة مضاربة مرتبطة بدورات السياسة والاقتصاد العالمي.

العملات البديلة تنتعش بعد موجة البيع الحاد

بعد الانهيار الجماعي، شهدت العملات البديلة (Altcoins) ارتدادًا قويًا صباح الاثنين.

  • قفزت إيثيريوم بنسبة 9% إلى 4,167 دولارًا بعد أن تراجعت إلى ما دون 4,000 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع.

  • وارتفعت الريبيل XRP بنسبة 8.5% إلى 2.59 دولارًا.

  • كما حققت سولانا مكاسب بنسبة 7.7%، وكاردانو بنسبة 9%، وبوليجون بنسبة 5.7%.

  • من جانبها، انتعشت دوجكوين بنسبة تفوق 10%، بينما ارتفعت عملة $TRUMP بنسبة 5.2% بعد خسائر حادة.

هذه التحركات تعكس عودة محدودة للثقة بعد التصحيح الكبير، لكنها تبقى هشة في ظل غياب وضوح الرؤية السياسية والاقتصادية بين واشنطن وبكين.

تحول جذري في موقف ترامب من العملات الرقمية

ما يثير الانتباه في هذا السياق أن التراجع الكبير في السوق جاء بعد فترة من المكاسب التاريخية للعملات المشفّرة التي تزامنت مع تولّي ترامب الحكم مجددًا هذا العام، وتحوّله من أحد أبرز منتقدي العملات الرقمية إلى أحد أبرز الداعمين لها.

 

فقد سبق له أن وصف بيتكوين بأنها "ليست حقيقية" وأنها "أداة للمضاربة"، لكنه غيّر موقفه جذريًا في الأشهر الماضية، وبدأ التقرب من مجتمع الكريبتو عبر المشاركة في مؤتمرات متخصصة، وإطلاق عملته الرقمية الخاصة (ميم كوين).


كما أعلن عن خطة لإنشاء احتياطي وطني من العملات الرقمية لحماية الابتكار الأميركي، في خطوة اعتبرها البعض جزءًا من استراتيجيته لتقليل الاعتماد على النظام المالي التقليدي.

 

بل ذهب أبعد من ذلك، فأصدر أمرًا تنفيذيًا يسمح بإدراج الأصول الرقمية ضمن خطط التقاعد (401k)، مما دفع بيتكوين إلى تسجيل قمة قياسية جديدة بلغت 124 ألف دولار قبل أن تفقد جزءًا كبيرًا من مكاسبها بسبب أزمة الرسوم الجمركية.

التوتر التجاري يعود بين القوتين الاقتصاديتين

تهديدات ترامب الأخيرة تأتي في وقتٍ كانت فيه الولايات المتحدة والصين تحاولان تهدئة خلافاتهما التجارية.


إلا أن بكين زادت من حدة التوتر بعد فرضها قيودًا جديدة على صادرات المعادن الأرضية النادرة — وهي مواد حيوية تستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة.

 

هذا القرار الصيني شكّل تحديًا مباشرًا للولايات المتحدة، التي تعتمد على هذه المواد في صناعاتها الاستراتيجية، ما جعل إدارة ترامب تسارع إلى الرد بفرض الرسوم الجديدة.


ويرى محللون أن هذا التصعيد المتبادل قد يعمّق الانقسام الاقتصادي العالمي ويزيد من تقلبات الأسواق المالية، خصوصًا في القطاعات شديدة الحساسية مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية.

 

تكشف هذه الأحداث عن تحول جوهري في طبيعة سوق العملات المشفّرة؛ فبعد أن كانت توصف بأنها بديل مستقل عن النظام المالي العالمي، أصبحت اليوم مرآة حساسة للتقلبات الجيوسياسية والاقتصادية.


ارتباط بيتكوين بحركات الأسواق التقليدية، وارتفاعها وانخفاضها تبعًا للتوترات التجارية أو لتوجهات الفيدرالي الأميركي، يوضح أن سوق الكريبتو لم تعد بيئة معزولة بل جزءًا متكاملًا من النظام المالي العالمي.

 

ومع ازدياد تدخل الحكومات الكبرى في تنظيم هذا السوق أو الاستفادة منه سياسيًا واقتصاديًا، يتوقع الخبراء أن تصبح الأحداث السياسية الكبرى – كالحروب التجارية أو التغيرات في السياسة النقدية – أحد المحركات الأساسية لتحركات العملات المشفّرة في المرحلة القادمة.

خلاصة وتوقعات مستقبلية

رغم التراجع الكبير، يرى بعض المحللين أن الارتداد السريع لبيتكوين فوق 115 ألف دولار يعكس وجود طلب قوي من المستثمرين على المدى الطويل، خصوصًا بعد توسع المؤسسات في اعتماد الأصول الرقمية.


لكن في المقابل، فإن استمرار الاضطرابات الجيوسياسية وتصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين قد يعيد الضغط على الأسعار مجددًا، ما يجعل المرحلة القادمة حاسمة لمستقبل السوق الرقمي.

 

تبقى الحقيقة الأوضح أن العملات المشفّرة لم تعد كيانًا معزولًا عن الاقتصاد العالمي، بل أصبحت أحد المؤشرات الحساسة التي ترصد في لحظة واحدة نبض الأسواق والمخاطر والسياسات الدولية.

تم التحديث في: الاثنين, 13 تشرين الأول 2025 11:25
رابط مختصر
Whatsapp
Facebook Share
يورو
0.853
ين ياباني
147.67
فرنك سويسري
0.796
جنيه استرليني
0.744
دولار كندي
1.397
ريال سعودي
3.750
درهم اماراتي
3.672
دينار عراقي
1,310.53
دينار اردني
0.709
ريال قطري
3.641
دينار كويتي
0.306

أسعار الصرف في سوريا

دمشق
شراء
مبيع
11500
11600
حلب
شراء
مبيع
11500
11600
الذهب
عيار 18
1014200
الذهب
عيار 21
1183200

محول العملات

جاري التحميل
ابدأ المتاجرة من جوالك الآن
روزنامة الأخبار
Loading
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول