- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- العملات الآسيوية تتراجع والدولار ينتعش: الأسواق تترقب مزاد السندات اليابانية وتطورات البنوك المركزية
العملات الآسيوية تتراجع والدولار ينتعش: الأسواق تترقب مزاد السندات اليابانية وتطورات البنوك المركزية

شهدت الأسواق الآسيوية تراجعاً طفيفاً في أداء معظم العملات يوم الأربعاء، وسط انتعاش ملحوظ للدولار الأمريكي بدعم من بيانات اقتصادية إيجابية.
في المقابل، تركز اهتمام المستثمرين على مزاد سندات الحكومة اليابانية طويلة الأجل بعد ارتفاع حاد في العوائد، إلى جانب صدور بيانات تضخم مفاجئة في أستراليا وخفض أسعار الفائدة في نيوزيلندا. كما شهدت الأسواق الصينية تحولاً في استراتيجية بنك الشعب حيال اليوان مع محاولات لاحتواء مكاسبه السريعة.
أداء الدولار الأمريكي اليوم
عاد الدولار الأمريكي إلى مسار الصعود يوم الأربعاء، حيث ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية بنسبة 0.3% ليصل إلى 99.540، بعد مكاسب قوية سجلها في اليوم السابق كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر الدولار بالنسبة نفسها، في دلالة على استمرار الزخم الصعودي للعملة.
جاء هذا الانتعاش بعد صدور بيانات مشجعة يوم الثلاثاء أظهرت ارتفاع ثقة المستهلك الأمريكي في مايو بأكثر من التوقعات، مما عزز التفاؤل حيال مرونة الاقتصاد الأمريكي ودعم التوقعات بعدم خفض أسعار الفائدة على المدى القريب من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
أداء الين الياباني اليوم
انخفض الين الياباني بشكل ملحوظ مقابل الدولار، حيث ارتفع زوج الدولار/ين بنسبة 0.2% ليصل إلى 144.10 يوم الأربعاء، وذلك بعد مكاسب بلغت نحو 1% يوم الثلاثاء.
جاء هذا التراجع في العملة اليابانية وسط تقارير ذكرتها وكالة "رويترز" أشارت إلى أن وزارة المالية اليابانية تدرس تعديل خطط إصدار السندات الحكومية، مع احتمالية تقليص مبيعات الديون طويلة الأجل جداً.
ويأتي هذا في ظل ارتفاع حاد في عوائد السندات لأجل 20 و30 و40 عاماً، والتي وصلت إلى مستويات قياسية وسط تراجع الطلب من كبار المستثمرين المؤسسيين، لا سيما شركات التأمين على الحياة.
وتتجه الأنظار إلى مزاد سندات الـ40 عاماً الذي يعقد اليوم، باعتباره اختباراً حاسماً لمدى قدرة الحكومة على تمويل ديونها في ظل مستويات العوائد الحالية ومخاوف من تفاقم العبء المالي العام.
الأسواق اليابانية تفقد مكاسبها وسط ارتفاع عوائد السندات
رغم البداية الإيجابية، فقدت الأسواق اليابانية مكاسبها في نهاية تداولات الأربعاء بعد تسجيل عوائد السندات الحكومية اليابانية لأجل عشر سنوات ارتفاعاً بأكثر من 4 نقاط أساس إلى 1.513%.
استقر مؤشر نيكاي 225 عند 37722 نقطة، ومؤشر توبكس عند 2769 نقطة، بعد أن لامسا خلال الجلسة 38178 و2797 نقطة على التوالي. هذا التراجع جاء عقب مزاد ضعيف لسندات طويلة الأجل، ما يعكس مخاوف متزايدة بشأن الاستدامة المالية لليابان.
من جانبه، حذر وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو من أن استمرار ارتفاع الفائدة قد يعمّق المخاطر على المالية العامة للبلاد، مؤكداً على ضرورة الإدارة الحكيمة للديون بهدف الحد من تأثيرات العوائد المرتفعة على الموازنة العامة.
وفي قطاع الشركات، شهدت بعض الأسهم أداءً إيجابياً، حيث ارتفع سهم أدفانتست بنسبة 1.6%، وهوندا موتور بنسبة 1.25%، وسوني جروب بنسبة 0.3%.
أداء العملات الآسيوية
في أسواق آسيا، جاء أداء العملات متبايناً:
-
اليوان الصيني شهد ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% في كل من السوق المحلية والخارجية.
-
الدولار الأسترالي استقر بالقرب من 0.6446 مقابل الدولار الأمريكي، بعد أن قلص خسائره إثر صدور بيانات أظهرت أن التضخم الاستهلاكي في أبريل جاء أعلى من التوقعات، مما قلل من رهانات الأسواق على تخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الأسترالي.
-
في نيوزيلندا، قرر بنك الاحتياطي النيوزيلندي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، في ظل استمرار التوترات التجارية العالمية وضعف النمو المحلي. وعلى إثر القرار، ارتفع زوج الدولار النيوزيلندي/الدولار الأمريكي بنسبة 0.29% ليصل إلى 0.5969.
الصين تغيّر استراتيجيتها: من دعم اليوان إلى كبح مكاسبه
في تحول لافت، بدأت السلطات النقدية الصينية اتخاذ خطوات لإبطاء مكاسب اليوان بعد شهور من دعمه في مواجهة ضعف الدولار. فقد حدد بنك الشعب الصيني سعر صرف العملة اليومية عند مستويات أضعف من التوقعات خلال هذا الأسبوع، على عكس ما كان عليه خلال الأشهر الستة الماضية.
كذلك، اتجه البنك إلى إيقاف مبيعات الأوراق النقدية في هونغ كونغ للشهر الثالث على التوالي، وهو ما لم يحدث منذ عام 2018، في محاولة لتوفير السيولة وخفض الضغط الصعودي على اليوان.
كما دخلت البنوك الحكومية في السوق لشراء الدولار خلال الأسابيع الأخيرة، في مسعى لتثبيط مكاسب العملة الصينية، بحسب متداولين تحدثوا إلى بلومبرغ.
ويقول "جو وانغ"، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية وأسعار الفائدة للصين الكبرى في بنك بي إن بي باريبا، إن "الوضع المحلي في الصين غير مستعد حالياً لتحمّل ارتفاع كبير في قيمة اليوان"، متوقعاً أن يتخلف اليوان عن بقية العملات في أدائه على الرغم من ضعف الدولار العالمي.
وأضاف وانغ أن الاتفاق التجاري الأخير بين بكين وواشنطن ساعد في تعزيز اليوان بأكثر من 2% منذ أبريل، مما أتاح لبنك الشعب تقليص تدخله الدفاعي فقد أطلقت آجال استحقاق السندات خلال الأشهر الثلاثة الماضية ما يقرب من 85 مليار يوان (11.8 مليار دولار) في السوق، ما ساهم في خفض تكاليف التمويل الشهرية من 4.5% في يناير إلى نحو 1.7% حالياً.
خلاصة تحليلية: توترات متعددة تواجه عملات آسيا وسط هيمنة الدولار
تكشف التطورات الأخيرة في الأسواق المالية الآسيوية عن ديناميكيات معقدة تجمع بين سياسة نقدية متغيرة، وضغوط مالية داخلية، وتذبذبات في أسواق السندات والعملات فعلى الرغم من ضعف الدولار العالمي، لا تزال العديد من العملات الآسيوية تجد صعوبة في الصعود، نتيجة سياسات محلية حذرة، وتدخلات حكومية مستمرة، ومخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي.
الأسواق الآن تترقب باهتمام تطورات مزاد السندات اليابانية، إلى جانب استمرار تقييم تداعيات قرارات البنوك المركزية في أستراليا ونيوزيلندا، بينما تواصل الصين إدارة توازن دقيق بين دعم النمو المحلي ومنع تقلبات حادة في سعر صرف عملتها.