- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- البيتكوين يتراجع دون 100 ألف دولار وسط مخاوف من فقاعة أسهم الذكاء الاصطناعي وتراجع شهية المخاطرة
البيتكوين يتراجع دون 100 ألف دولار وسط مخاوف من فقاعة أسهم الذكاء الاصطناعي وتراجع شهية المخاطرة

شهدت أسواق العملات المشفرة يوم الأربعاء تراجعًا حادًا قادته البيتكوين، التي هوت مؤقتًا دون مستوى 100,000 دولار، لتدخل رسميًا مرحلة السوق الهابطة بعد موجة بيع واسعة اجتاحت الأصول عالية المخاطر يأتي ذلك وسط تصاعد المخاوف من تقييمات مبالغ فيها في أسواق الأسهم العالمية، وقلق المستثمرين من احتمالية حدوث فقاعة مالية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي.
أداء سعر البيتكوين اليوم
تراجعت البيتكوين بنسبة 4.7% لتتداول عند 101,718.3 دولار بحلول الساعة 04:32 بتوقيت السعودية، بعد أن لامست أدنى مستوياتها منذ منتصف يونيو عند 99,010.06 دولار.
وبهذا التراجع، تكون العملة الرقمية الأكبر عالميًا قد خسرت أكثر من 20% من أعلى مستوى قياسي بلغ 126,186 دولارًا في أوائل أكتوبر، لتؤكد بذلك دخولها مرحلة السوق الهابطة رسميًا، وسط تراجع الثقة في استمرار الاتجاه الصعودي الذي استمر لأشهر.
كشفت بيانات منصة التحليلات CoinGlass أن الأسواق شهدت موجة تصفية ضخمة بلغت 1.27 مليار دولار من مراكز الرافعة المالية عبر العملات المشفرة خلال الأيام الماضية، ما شكل ضغطًا إضافيًا على السوق.
وأظهرت البيانات أن معظم عمليات التصفية كانت من المراكز الطويلة (Long Positions)، أي من المتداولين الذين راهنوا على استمرار الارتفاع، إلا أن الانخفاض الحاد في الأسعار أدى إلى إغلاق هذه المراكز قسريًا، مضاعفًا من حدة الهبوط.
وتشير هذه التطورات إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر حذرًا، في ظل تراجع الإقبال على المخاطرة وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة مثل الدولار والسندات، مع ازدياد التوترات في الأسواق المالية العالمية.
الأسواق العالمية تضغط على العملات المشفرة
لم تكن خسائر البيتكوين معزولة عن اتجاه الأسواق العالمية، إذ شهدت الأسهم الأميركية تراجعًا حادًا بالتوازي، خاصة مع تصاعد المخاوف من فقاعة في تقييمات شركات الذكاء الاصطناعي.
وقد ازدادت حدة هذه المخاوف بعد تحذيرات كبار الرؤساء التنفيذيين في وول ستريت من احتمالية تصحيح وشيك في الأسواق، مما تسبب في انخفاض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2% يوم الثلاثاء، وهو المؤشر الذي غالبًا ما تتحرك العملات المشفرة في مساره بسبب ارتباطها الوثيق بشهية المستثمرين تجاه المخاطر.
تأتي خسائر شهر نوفمبر امتدادًا لأداء ضعيف خلال أكتوبر، حين فشلت البيتكوين في تحقيق أي تعافٍ ملموس بعد الانهيار المفاجئ في بداية الشهر.
وتُعزى هذه الضغوط إلى استمرار سياسات نقدية مشددة من جانب البنوك المركزية، وارتفاع العوائد على السندات الأميركية، ما يؤدي إلى سحب السيولة من الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية.
على الرغم من التراجعات الواسعة، برزت أنباء إيجابية من قطاع التعدين، إذ أعلنت شركة مارا هولدنجز (NASDAQ:MARA)، إحدى أكبر شركات تعدين البيتكوين، عن نتائج مالية فاقت التوقعات للربع الثالث.
وسجلت الشركة قفزة بنسبة 92% في الإيرادات السنوية، وتحولت إلى الربحية الفصلية، مستفيدة من زيادة حيازاتها من البيتكوين وتحسين كفاءة عمليات التعدين.
ورغم تراجع أسهمها بنسبة 6.7% خلال جلسة الثلاثاء، فإنها ارتفعت بأكثر من 3% في تداولات ما بعد الإغلاق، مدعومة بخططها المستقبلية للتوسع في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن التعدين فقط.
العملات البديلة تتبع خسائر البيتكوين
امتدت الموجة البيعية إلى العملات البديلة (Altcoins) لتسجل خسائر متفاوتة:
-
الإيثريوم (ETH) انخفض بنسبة 8.2% إلى 3,328.50 دولار، مقتربًا من كسر مستوى 3,000 دولار، وهو الأدنى منذ أربعة أشهر.
-
الريبيل XRP خسر 4% ليصل إلى 2.244 دولار.
-
بينانس BNB تراجع بنسبة 0.4% إلى 945.60 دولار.
-
سولانا (SOL) انخفضت بنسبة 4.9% إلى 156.42 دولار.
-
كاردانو (ADA) تراجعت بنسبة 0.3% إلى 0.5347 دولار.
ورغم موجة التراجع الشاملة، سجلت بعض العملات الميمية (Meme Coins) مكاسب طفيفة، حيث ارتفع دوجكوين (DOGE) بنسبة 1.93% إلى 0.165180 دولار، كما قفزت عملة TRUMP$ بنسبة 6.2% إلى 0.0799 دولار، في تحركات وُصفت بأنها مضاربات قصيرة المدى لا تعبّر عن اتجاهات استثمارية حقيقية.
تحليل وتوقعات مستقبلية: هل يقترب السوق من قاع جديد؟
يرى عدد من الخبراء والمحللين أن البيتكوين يقترب من مرحلة استقرار مؤقتة بعد موجة الهبوط الأخيرة، مشيرين إلى أن المستوى بين 95,000 و98,000 دولار قد يشكل منطقة دعم مهمة خلال الأسابيع المقبلة.
ويشير محللون في “كوين ديسك” و“بلومبرغ كريبتو” إلى أن السوق يشهد حاليًا مرحلة إعادة تموضع من قبل المستثمرين المؤسسيين، الذين يستغلون الانخفاض لبناء مراكز جديدة استعدادًا لأي موجة صعود مستقبلية محتملة خلال عام 2026، مع توقعات بتخفيضات للفائدة الأميركية تعيد السيولة إلى الأسواق.
في المقابل، يحذر محللون آخرون من أن الهبوط الحالي قد لا يكون سوى بداية تصحيح أعمق، خاصة إذا استمرت مؤشرات الأسهم الأميركية في الانخفاض أو إذا ظهرت بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ عالمي حاد.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العملات المشفرة
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في توجيه قرارات المستثمرين وتحركات الأسواق الرقمية، إذ تُستخدم الخوارزميات المتقدمة الآن في تحليل البيانات الضخمة وتوقع تقلبات الأسعار.
لكن في المقابل، يرى بعض المحللين أن الضجة حول الذكاء الاصطناعي في أسواق الأسهم قد خلقت فقاعة سعرية شبيهة بفقاعة الإنترنت عام 2000، ما يجعل العملات المشفرة عرضة لتأثيرات جانبية نتيجة التشابك النفسي بين المستثمرين في كلا السوقين.
ويتوقع خبراء أن يؤدي دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشاريع البلوك تشين إلى تعزيز كفاءة الأسواق مستقبلاً، إلا أن المبالغة في تقييم بعض المشاريع قد تخلق موجات تصحيح جديدة، خصوصًا إذا خابت توقعات النمو التكنولوجي السريع.
خاتمة:
في ضوء التطورات الأخيرة، يبدو أن البيتكوين والعملات المشفرة تمر بمرحلة إعادة تقييم عميقة بعد الطفرة الكبيرة التي شهدتها الأشهر الماضية.
وبينما يرى البعض أن هذه الهزات تمثل تصحيحًا صحيًا للسوق، يحذر آخرون من أن المخاطر الماكرو اقتصادية والضغوط التقنية قد تدفع الأسعار لمزيد من الانخفاض قبل أي تعافٍ محتمل.
ومع اقتراب نهاية العام، ستعتمد مسارات السوق القادمة على توجهات البنوك المركزية، ودرجة ثقة المستثمرين في استمرار نمو اقتصاد الذكاء الاصطناعي دون أن يتحول إلى فقاعة جديدة.
