سعر البيتكوين يسجل مستوى قياسي جديد متجاوزاً حاجز 112 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخه
قفزت عملة "بيتكوين" المشفرة فوق مستوى 112,000 دولار للمرة الأولى في تاريخها، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا وسط موجة صعود عارمة شملت الأصول عالية المخاطر، وعلى رأسها أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى والصغيرة.
ارتفعت العملة المشفرة الأصلية بنسبة وصلت إلى 3.1% لتبلغ 112,009 دولارات، ما دفع بمكاسبها منذ بداية العام لتقترب من 20%.
ارتفاع جماعي بأسعار العملات المشفرة بقيادة بيتكوين
شهدت أسعار العملات المشفرة اليوم، الخميس 10 يوليو 2025، ارتفاعًا جماعيًا ملحوظًا، جاءت في مقدمتها عملة بيتكوين، التي تُعد أكبر العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية.
سجلت بيتكوين مستوى قياسيًا جديدًا خلال الساعات القليلة الماضية من تعاملات يومي الأربعاء والخميس، مستفيدة من موجة صعود قادتها أسهم شركة إنفيديا (Nvidia) في أسواق الأسهم، ما ساهم في دعم سعر العملة الرقمية مع اقتراب نهاية جلسة التداول.
سعر البيتكوين اليوم
ارتفع سعر البيتكوين عند الساعة 11:20 صباحًا بتوقيت تركيا بنسبة 2.40% ليصل إلى 111,253 دولارًا، وذلك بعد أن بلغ ذروته عند 112,052.24 دولارًا، متجاوزًا بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 111,999 دولارًا الذي سُجّل في 22 مايو.
كما صعدت القيمة السوقية للعملة المشفرة الأكثر شهرة في العالم لتسجل مستوى 2.21 تريليون دولار وخلال الأيام السبعة الأخيرة، أضافت عملة بيتكوين حوالي 1.9 في المئة إلى قيمتها.
تدفقات مؤسسية قوية رغم نطاق تداول ضيق
على الرغم من تدفق مليارات الدولارات إلى الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) المرتبطة ببيتكوين، بقيت العملة تتداول ضمن نطاق ضيق خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وقد فاقت مشتريات الشركات العامة من بيتكوين حجم التدفقات إلى هذه الصناديق خلال الربع الثاني من العام ومع ذلك، لم ترتفع بيتكوين سوى بنسبة 2% فقط خلال الشهر الماضي، ما يعكس حالة من الترقب والحذر في السوق.
شهدت أسهم شركات التكنولوجيا قفزة كبيرة يوم الأربعاء، حيث أصبحت شركة إنفيديا أول شركة في التاريخ تبلغ قيمة سوقية قدرها 4 تريليونات دولار ولو لفترة وجيزة خلال الجلسة.
وفي الوقت نفسه، تجاهل المستثمرون أخبار الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما ساعد على إنهاء مؤشر ناسداك المركب لجلسة التداول عند مستوى قياسي جديد.
ورغم أن المؤسسات المالية الكبرى باتت تتبنى رواية "بيتكوين كذهب رقمي"، إلا أنها تظل أصلًا محفوفًا بالمخاطر يتأثر صعودًا وهبوطًا بحركة الأسهم، وذلك بحسب طبيعة شهية المستثمرين للمخاطرة.
فعندما تميل الأسواق إلى الأصول النامية وأسهم التكنولوجيا، غالبًا ما ترتفع بيتكوين والعملات الرقمية معها.
تفاؤل واسع في السوق وتوقعات باختراق مستوى 120 ألف دولار
يتوقع العديد من المستثمرين أن تسجل بيتكوين مستويات قياسية جديدة خلال النصف الثاني من العام، مع استمرار تزايد مشتريات الشركات من العملة الرقمية واقتراب الكونغرس الأمريكي من إقرار تشريعات تنظيمية تخص العملات الرقمية.
وقال سبنسر هالارن، رئيس التداول خارج البورصة عالميًا لدى شركة الاستثمار في العملات المشفرة "جي إس آر" (GSR):
"الطلب الشره من أدوات السوق المالية مثل الصناديق المتداولة في البورصة وخزائن الأصول الرقمية، أسهم في استمرار الطلب على بيتكوين".
صعود مدفوع بالطلب المؤسسي وفتح جولات تمويل جديدة
أعطى هذا الارتفاع دفعة قوية لجيل جديد من صانعي الصفقات في وول ستريت والمديرين التنفيذيين في الشركات، في طليعتهم شركات خزينة العملات المشفرة، الذين يعوّلون على تقدم العملة المشفرة لفتح جولات تمويل جديدة.
يُعد اختراق "بيتكوين" الأخير، والمدفوع بالطلب المؤسسي، أحدث تأكيد لصحة رهانات المتفائلين بسوق العملات المشفرة، الذين اندفعوا منذ الانتخابات الأمريكية في نوفمبر الماضي على أمل أن يجلب الرئيس ترامب معه حقبة جديدة من التنظيمات المتساهلة.
تصريحات الخبراء: نحو مستويات أعلى مع دخول الصيف
قال رايان غورمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة Uranium Digital:
"مع اقتراب أسبوع العملات الرقمية في واشنطن الأسبوع المقبل، ومع التدفق المتوقع لزخم إيجابي مع دخولنا ذروة الصيف، فإن حالة التفاؤل وانخفاض أحجام التداول قد يدفعان بالسعر إلى 120,000 دولار أو أكثر بنهاية الأسبوع المقبل".
وأضاف غورمان:
"لا أحد يعلم إلى أي مدى سيستمر هذا الصعود خلال الصيف، لكن الاهتمام المفتوح بعقود الشراء (Call Options) يتفوق حاليًا على عقود البيع (Puts)، وهو ما يُعد إشارة معتادة على تفاؤل المتداولين وتوقعاتهم باستمرار الصعود".
رغم بعض المؤشرات الإيجابية، لا تزال أسواق العملات الرقمية تتأثر بشكل كبير بالحالة المزاجية المتقلبة في وول ستريت، وذلك في عام تطغى عليه التقلبات الحادة وعدم اليقين في المشهد المالي العالمي.
وفي هذا السياق، أشار فينسنت ليو، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة كرونوس ريسيرش المتخصصة في تداول العملات المشفرة، إلى أهمية الحذر، بقوله:
"على المتداولين أن يظلوا متأهبين لاحتمالات جني الأرباح أو أي تحولات مفاجئة على صعيد الاقتصاد الكلي قد تدفع إلى تصحيحات في الأسعار، إلا أن الاتجاه العام للسوق لا يزال يُظهر ميلاً صعوديًا واضحًا".
تؤكد بيانات منصات تداول الخيارات على هذا الاتجاه الصاعد وفقًا لمنصة ديربيت (Deribit)، تُظهر عقود الخيارات الصعودية قصيرة الأجل، التي تنتهي صلاحيتها في أواخر يوليو، اهتمامًا مفتوحًا قويًا عند مستويات 115,000 و120,000 دولار، ما يعكس ثقة ملموسة في احتمالية استمرار الارتفاع خلال الفترة القادمة.
من جانبه، علّق آدم غورين، المؤسس والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة هانتينغ هيل غلوبال كابيتال، بقوله:
"اختراق عملة بيتكوين لحاجز 112,000 دولار يعكس تأثيرًا تراكميًا لعدة عوامل متداخلة، من بينها تدفقات قوية إلى الصناديق المتداولة، وارتفاع وتيرة التبني المؤسسي، إلى جانب ظروف اقتصادية كلية مواتية".
وتابع غورين موضحًا:
"مع عودة سيناريو خفض أسعار الفائدة إلى المشهد، وازدياد الاضطرابات السياسية على مستوى العالم، بدأ المستثمرون يتجهون بشكل أكبر نحو الأصول الصلبة. وتستفيد بيتكوين من هذا الاتجاه نظرًا لكونها أصلًا رقميًا يُشبه الذهب، كما أنها تلقى دعمًا إضافيًا من زخم شهية المخاطرة. وما يُميز هذه الدورة تحديدًا هو أن الطلب منظم وهيكلي وأكثر استقرارًا مقارنة بالسنوات السابقة".
أسعار العملات المشفرة اليوم بالدولار
-
قفز سعر عملة الإيثريوم (Ethereum ETH)، وهي ثاني أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة 6.8% ليصل إلى 2778.56 دولار في التعاملات الصباحية يوم الخميس.
-
زاد سعر عملة إكس ريبل (XRP) بنسبة 4.1% ليصل إلى 2.4224 دولار.
-
ارتفع سعر عملة بينانس كوين (Binance Coin BNB) بنحو 1.3% إلى 672.40 دولار.
-
صعد سعر عملة سولانا (SOL) بنسبة 3.1% إلى 157.693 دولار.
-
كما ارتفع سعر عملة دوجكوين (DOGE) بنسبة 5.1% ليبلغ 0.181013 دولار.
خلاصة: موجة صعود تاريخية، لكن الحذر واجب
مع تجاوز بيتكوين لحاجز 112 ألف دولار لأول مرة في تاريخها، يجدد السوق رهاناته على مستقبل العملات المشفرة كأصول رقمية جاذبة للاستثمار.
تدفقات رأس المال المؤسسي، والزخم القادم من الصناديق المتداولة في البورصة، والأداء القياسي لأسهم التكنولوجيا، كلها عوامل تدعم هذا الصعود.
ومع ذلك، تبقى تقلبات السوق، والمخاوف من تحركات جني الأرباح، والتحولات في السياسات النقدية والجيوسياسية عوامل مهمة تفرض على المتداولين والمستثمرين توخي الحذر، حتى مع ترقب مزيد من المكاسب المحتملة في الأفق القريب.