تراجع الدولار الأمريكي قبل قرار الفيدرالي… وترقب حذر لخطاب باول الذي قد يحدد مسار 2026

تراجع الدولار الأمريكي بشكل طفيف خلال تداولات يوم الأربعاء، في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية ختام آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لهذا العام، وهو الحدث الذي يُتوقع أن يرسم ملامح شهية المخاطرة واتجاهات الأسواق خلال الفترة المقبلة.

 

ويأتي هذا التراجع بينما يترقب المستثمرون بكل اهتمام إشارات السياسة النقدية المستقبلية، وسط حالة من الحذر قبل إعلان قرار الفائدة والمؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي جيروم باول.

أداء مؤشر الدولار الأمريكي اليوم

سجل مؤشر الدولار—الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة تضم ست عملات رئيسية—انخفاضاً بنسبة 0.2% إلى مستوى 99.002، ليتراكم بذلك تراجع المؤشر بأكثر من 8.5% منذ بداية العام.

 

تشير توقعات الأسواق إلى أن الفيدرالي سيعلن خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت لاحق من جلسة اليوم، وهو خفض تم تسعيره مسبقاً بنسبة تقارب 90% وفقاً لأداة CME FedWatch.

 

ومع كون خطوة الخفض شبه محسومة، يتحوّل الاهتمام بشكل كامل إلى تصريحات جيروم باول التي ستعقب القرار.

 

تولي الأسواق اهتماماً كبيراً لأي توجيهات تتعلق بمسار أسعار الفائدة خلال عام 2026، خصوصاً بعد أن خفض المستثمرون توقعاتهم بشأن حجم وتوقيت عمليات الخفض المستقبلية، نتيجة تجدد مخاوف التضخم وقوة الاقتصاد الأمريكي التي بدت أكثر صلابة من المتوقع.

 

البيانات الاقتصادية الأخيرة عززت هذه الرؤية؛ إذ أظهرت أرقام يوم الثلاثاء ارتفاعاً طفيفاً في الوظائف الشاغرة خلال أكتوبر، بعد قفزة قوية في سبتمبر، مما يشير إلى تباطؤ محدود فقط في سوق العمل.

 

وفي تعليق لـ ING، أشار محللو البنك إلى أن "المؤتمر الصحفي لباول في أكتوبر تسبب في ارتفاع قوي للدولار، ولا تزال هذه المخاطر قائمة اليوم".

 

وأكدوا أن الجدل داخل الفيدرالي حول القرار الأخير، إلى جانب تأثير ثلاثة تخفيضات متتالية، جعل سعر الفائدة قريباً من المستوى المحايد، ما يعزز احتمالات تحرك الأسواق بقوة في حال جاءت تصريحات باول متشددة أو غير متوقعة.

 

كما أشار البنك إلى أن الأسواق قد تتعرض لإعادة تسعير هبوطية فيما يتعلق بخفض ثانٍ للفائدة في عام 2026، وسط توجه عالمي أكثر تشدداً في سياسات البنوك المركزية خلال هذا الأسبوع.

اليورو يستفيد من الانتعاش الاقتصادي الفرنسي

على الجانب الأوروبي، ارتفع زوج اليورو/دولار بنسبة 0.1% مسجلاً 1.1640، وذلك بدعم من تحسن النظرة الاقتصادية في فرنسا عقب فترة طويلة من التوتر السياسي.

 

وأعلن محافظ بنك فرنسا، فرانسوا فيلروي دو غالو، أن البنك سيقوم برفع طفيف في توقعاته للنمو، مؤكداً أن الاقتصاد الفرنسي حافظ على قدر من الصمود رغم حالة عدم اليقين السياسي.

 

ويأتي هذا التصريح عقب تمرير الميزانية الاجتماعية لعام 2026 بفارق ضئيل في البرلمان الفرنسي، ما ساهم في تعزيز ثقة الأسواق.

 

غير أن ING حذرت من أن اجتماع الفيدرالي يُعد عاملاً ضاغطاً على اليورو، مشيرة إلى احتمالية تراجع الزوج نحو نطاق 1.1585 – 1.1590 إذا ارتفعت عوائد السندات الأمريكية قصيرة الأجل. وأضاف البنك أن الوصول إلى مستويات 1.1555 – 1.1565 يظل مرجحاً في بيئة تداول ضعيفة بنهاية العام، قبل أن يعود الزوج إلى الارتفاع ربما نحو 1.1800 مع تحسن المعنويات.

الجنيه الإسترليني يحافظ على زخمه قبل بيانات النمو

سجل زوج الجنيه الإسترليني/دولار ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1% إلى مستوى 1.3312، مدعوماً بتماسك نسبي في السوق قبل صدور بيانات النمو الاقتصادي يوم الجمعة، وقبل اجتماع السياسة النقدية لبنك إنجلترا الأسبوع المقبل.

 

وتواصل العملة البريطانية الاستفادة من التوقعات بأن البنك المركزي سيحافظ على نبرة حذرة دون تشديد إضافي.

 

ارتفع زوج الدولار/دولار كندي بنسبة 0.1% إلى 1.3853، قبيل قرار بنك كندا اليوم بشأن أسعار الفائدة. ويتوقع أن يبقي البنك سياسته دون تغيير عند مستوى 2.25%.

 

ورجّحت ING أن الاعتراف الرسمي بأي دورة رفع فائدة جديدة في 2026 يُعد مبكراً جداً، متوقعة ضغوطاً هبوطية على الدولار الكندي في الجلسة.

 

في آسيا، ظل زوج الدولار/يوان مستقراً تقريباً عند مستوى 7.0639، رغم بيانات التضخم الصينية التي كشفت استمرار الضغوط الانكماشية في الاقتصاد، حتى مع تسجيل ارتفاع طفيف في أسعار المستهلكين خلال الشهر الماضي. ويعكس ذلك ضعف الطلب الداخلي وتحديات النمو التي ما تزال تضغط على اليوان.

التحليل الفني لأهم العملات العالمية

الدولار الأمريكي (DXY)

يواصل مؤشر الدولار التحرك دون مستوى 99.50، وهو مستوى مقاومة محوري يعكس ضعف الزخم الصعودي قبل قرار الفيدرالي.

  • المقاومات: 99.50 – 100.20

  • الدعوم: 98.70 – 98.20
    الهبوط يبقى مرجحاً ما دام المؤشر دون 99.50، وأي لهجة متشددة من باول قد تعيد المؤشر فوق 100.

اليورو/دولار (EUR/USD)

يحافظ الزوج على تداولاته فوق 1.1600 رغم الضغوط، مع ميل صعودي محدود بدعم من تحسن المعنويات الأوروبية.

  • المقاومات: 1.1670 – 1.1730

  • الدعوم: 1.1585 – 1.1555
    الثبات فوق 1.1585 يدعم محاولات الصعود، بينما كسر 1.1555 قد يعيد الهبوط بقوة.

الجنيه الإسترليني/دولار (GBP/USD)

يتداول الزوج قرب 1.3300 مع دعم من التوقعات الاقتصادية البريطانية وغياب إشارات تشديد من بنك إنجلترا.

  • المقاومات: 1.3360 – 1.3425

  • الدعوم: 1.3260 – 1.3200
    الاستقرار فوق 1.3260 يحافظ على الزخم الصاعد، بينما كسر 1.3200 يفتح الطريق لتصحيح أعمق.

خلاصة المشهد

الدولار يدخل مرحلة حساسة قبل اجتماع الفيدرالي، والأسواق في حالة تأهب كامل لخطاب باول الذي قد يعيد تشكيل توقعات أسعار الفائدة لعام 2026. في المقابل، تتحرك العملات الأخرى وفق معادلات محلية مختلفة، لكن يبقى تأثير السياسة الأمريكية هو العامل الأكبر الذي يمثل محركاً رئيسياً لاتجاهات السوق خلال الأيام المقبلة.

تم التحديث في: الأربعاء, 10 كانون الأول 2025 13:40
حقوق النشر © جميع الحقوق محفوظة لشركة أصول