- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار يرتفع مدعوماً بمخاوف من تصعيد في الشرق الأوسط ونبرة الفيدرالي الحذرة بشأن التضخم
الدولار يرتفع مدعوماً بمخاوف من تصعيد في الشرق الأوسط ونبرة الفيدرالي الحذرة بشأن التضخم

ارتفع الدولار الأميركي اليوم الخميس، مدعوماً بتزايد الطلب على أصول الملاذ الآمن، في ظل تصاعد المخاوف بشأن نشوب صراع أوسع نطاقاً في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً بعد ورود أنباء تفيد باحتمال تدخل الولايات المتحدة في النزاع العسكري الدائر بين إسرائيل وإيران.
جاء هذا التوجه في الأسواق في وقت لا تزال فيه تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، جيروم باول، بشأن التضخم وأسعار الفائدة تلقي بظلالها على معنويات المتداولين.
وشهدت بداية التداولات في الأسواق الآسيوية حالة من الهدوء، قبل أن يبدأ الدولار في الارتفاع أمام معظم العملات، متأثراً بتقرير أوردته وكالة بلومبرغ ذكر أن مسؤولين أميركيين يجهزون لضربة محتملة ضد إيران خلال الأيام المقبلة. وقد أدى هذا النبأ إلى تراجع العملات الحساسة للمخاطر بشكل كبير، وعزز مكاسب الدولار.
ضغوط جيوسياسية تهز العملات الآسيوية والأسواق الناشئة
وسط حالة من الغموض والقلق بشأن احتمال تدخل واشنطن في الصراع الإيراني الإسرائيلي، سجلت العملات الآسيوية تراجعات جماعية خلال تداولات الخميس. كما خسرت عملات الأسواق الناشئة أمام الدولار، متأثرة بالتحولات الجيوسياسية السريعة والمتلاحقة.
وانخفض الدولار الأسترالي بنسبة وصلت إلى 0.5%، واستقر في أحدث تعاملات عند 0.6489 دولار أميركي. كذلك تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة مماثلة إلى 0.5998 دولار أميركي. وسجل الوون الكوري الجنوبي انخفاضاً حاداً بنسبة 1%، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وأدت الاضطرابات الجيوسياسية المتسارعة إلى تعزيز موقع الدولار كملاذ آمن، حيث سجل مكاسب ملحوظة أمام الين الياباني واليورو والفرنك السويسري.
تواصلت الضربات الجوية المتبادلة بين إيران وإسرائيل اليوم الخميس، ما أدخل الصراع يومه السابع، منذ أن شنت إسرائيل غارات على الأراضي الإيرانية الأسبوع الماضي. ومع استمرار هذا التصعيد، تتزايد المخاوف في الأسواق بشأن تدخل الولايات المتحدة عسكرياً، خاصةً في ظل تقارير تفيد بأن واشنطن تستعد لتوجيه ضربات وشيكة ضد إيران، رغم عدم تأكيد تنفيذ هذه الخطط.
وفي هذا السياق، لم يقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إشارات واضحة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية. إلا أن التصريحات الغامضة ساهمت في إبقاء الأسواق في حالة ترقب وتوتر مرتفعين.
مؤشر الدولار يحقق أفضل أداء أسبوعي منذ يناير
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.11% ليصل إلى مستوى 99، مقترباً من تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة تقارب 0.9%، وهو أقوى أداء أسبوعي منذ أواخر يناير/كانون الثاني الماضي. وبلغ الدولار مستوى 98.47 بعد قرار الفيدرالي الأميركي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.5%، كما كان متوقعاً.
وبينما احتفظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتوقعاته بإجراء خفضين على الأقل في أسعار الفائدة خلال عام 2025، أشار رئيس المجلس جيروم باول إلى أن أي خطوة لخفض الفائدة ستعتمد على تطورات البيانات الاقتصادية المستقبلية، خاصة في ظل استمرار ضغوط التضخم.
تصريحات باول تؤثر على رهانات السوق
كرّر باول تحذيراته بشأن استمرار ارتفاع معدلات التضخم، مشيراً إلى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو ما أدى إلى خفض توقعات الأسواق بشأن فرص خفض أسعار الفائدة في عام 2026.
كما دفع هذا الخطاب الحذر المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم، وتقليص رهاناتهم على احتمال حدوث خفض وشيك للفائدة الأميركية، مما عزز من الطلب على الدولار الأميركي في الأجل القصير.
وأوضح باول أن التضخم المرتبط بأسعار السلع مرشح للارتفاع خلال فصل الصيف، في ظل تصاعد تأثير التعريفات الجمركية على المستهلكين، مضيفاً خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء:
"في نهاية المطاف، يجب دفع تكلفة الرسوم الجمركية، وسيقع جزء منها على المستهلك النهائي... نحن نعلم ذلك لأن هذا ما تقوله الشركات. وهذا ما تقوله البيانات السابقة".
تصريحات باول هذه سلطت الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه صناع السياسة النقدية في الولايات المتحدة، في وقت تتزايد فيه حالة عدم اليقين الاقتصادي بسبب التوترات الجيوسياسية وقرارات السياسة التجارية.
الجنيه الإسترليني واليورو يتراجعان وسط ضغوط السوق
في أوروبا، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.14% ليصل إلى 1.3403 دولار، قبل صدور قرار السياسة النقدية المرتقب من بنك إنجلترا، الذي من المتوقع أن يُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير.
من جهته، تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له في أسبوع، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.25% ليصل إلى 1.1455 دولار، ويتجه لتسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 0.8%، وهي الأكبر منذ فبراير/شباط الماضي.
قال "مات سيمبسون"، كبير المحللين في "سيتي إندكس"، إن الأسواق تترقب تصعيداً أكبر، وإن الدولار يبدو مهيأً لارتفاع محتمل إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على التدخل العسكري في الصراع الشرق أوسطي، موضحاً:
"يبدو أن الدولار مهيأ لارتفاع في عمليات البيع على المكشوف، خاصة إذا دخلت الولايات المتحدة في صراع الشرق الأوسط".
كما أشار "كريستوفر وونج"، محلل العملات في بنك OCBC، إلى أن التوترات الجيوسياسية باتت تلقي بظلالها على نتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، قائلاً:
"يسيطر النفور من المخاطرة على المعنويات، وهذا يضغط على العملات الحساسة للمخاطرة".
السيولة محدودة بسبب عطلة السوق الأميركية
يُذكر أن الأسواق الأميركية مغلقة اليوم الخميس بسبب عطلة، ما أدى إلى انخفاض أحجام التداول والسيولة في الأسواق العالمية، في وقت تستمر فيه حالة القلق والضبابية المسيطرة على تحركات المتعاملين.
خلاصة المشهد: توتر جيوسياسي يغذي صعود الدولار
يجمع المحللون على أن المشهد الحالي بات معقداً للغاية، حيث تتداخل الاعتبارات الجيوسياسية مع العوامل النقدية والاقتصادية. وقد دفع هذا الخليط المتفجر من التوترات والضغوط التضخمية المستثمرين إلى التمسك بالدولار كملاذ آمن، في ظل غياب اليقين بشأن الخطوة الأميركية القادمة، واستمرار الغموض بشأن مستقبل أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.