- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- أسعار النفط تواصل ارتفاعها مع تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران ومخاوف من تهديدات لمضيق هرمز
أسعار النفط تواصل ارتفاعها مع تصاعد النزاع بين إسرائيل وإيران ومخاوف من تهديدات لمضيق هرمز

واصلت أسعار النفط العالمية ارتفاعها لليوم السادس على التوالي وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مع تصاعد القتال بين إسرائيل وإيران، واشتداد المخاوف بشأن تعطّل الإمدادات عبر مضيق هرمز، الذي يشكّل شرياناً حيوياً لإمدادات الطاقة العالمية.
كما يراقب المستثمرون عن كثب اجتماع الفيدرالي الأميركي وتوجهاته النقدية، في وقت تزداد فيه تقلبات السوق وتتصاعد علاوة المخاطر الجيوسياسية.
أداء أسعار النفط اليوم
ارتفعت أسعار النفط في تعاملات صباح الأربعاء، مدفوعة بتصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، إذ زادت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4% لتصل إلى 76.80 دولاراً للبرميل، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.5% إلى 75.23 دولاراً.
وكانت أسعار النفط قد سجلت في جلسة الثلاثاء مكاسب قوية تجاوزت 4%، مدفوعة بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي دعا إيران إلى “الاستسلام غير المشروط”، وسط مؤشرات على إرسال الولايات المتحدة المزيد من الطائرات المقاتلة إلى المنطقة دعماً لقواتها في الشرق الأوسط.
مضيق هرمز في عين العاصفة
تتمحور أكبر مخاوف السوق حول مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي الذي تمرّ عبره نحو خُمس صادرات النفط المنقولة بحراً عالمياً. وقد تصاعدت المخاطر بعد حادث تصادم بين ناقلتي نفط قرب المضيق يوم الثلاثاء، ما أدى إلى اشتعال النيران، تزامناً مع تحذيرات بريطانية من تداخل إلكتروني يؤثر على أنظمة الملاحة في السفن.
ورغم عدم وجود دلائل واضحة على نية إيران تعطيل حركة الشحن في المضيق، فقد أثار تصريح لعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، المخاوف، إذ قال إن طهران "تدرس إغلاق مضيق هرمز"، وستتخذ القرار المناسب "بكل حزم" إذا لزم الأمر.
تعليق الأسواق والمحللين: توقعات بتقلبات حادة
قالت شاروو تشانانا، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في شركة ساكسو ماركتس، إن تصريحات ترامب وتهديداته للقيادة الإيرانية تشير إلى أن الدبلوماسية لم تعد خياراً مطروحاً. وأشارت إلى أن أي تعطيل لصادرات النفط الإيرانية أو فرض حصار على مضيق هرمز، قد يدفع أسعار النفط إلى ارتفاعات حادة.
كما أضاف محللون أن الارتفاع الحاد في تقلبات أسعار النفط خلال الأيام الماضية يُعد الأكبر منذ ثلاث سنوات، في حين تسعى شركات إنتاج النفط إلى التحوّط ضد هذه التقلبات من خلال توسيع التعامل في العقود الآجلة والخيارات.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
أوبك+ ومستوى الإنتاج الإيراني
تُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة "أوبك"، حيث تنتج ما يقارب 3.3 ملايين برميل يومياً. ويتوقع محللون أن تقوم دول أوبك الأخرى التي تمتلك فائضاً في الطاقة الإنتاجية، بزيادة إنتاجها لتعويض أي نقص في إمدادات النفط الإيراني.
ووفقاً لتقديرات وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، فإن تحالف أوبك+ يمتلك فائضاً إنتاجياً يبلغ نحو 5.7 ملايين برميل يومياً، مما يُمكنه من استيعاب أي اضطرابات محتملة في صادرات إيران. ومع ذلك، ترى "فيتش" أن أي ضرر كبير للبنية التحتية الإيرانية أو توقف في صادراتها سيساهم في زيادة الضغط الصعودي على الأسعار.
أشارت "فيتش" إلى أن علاوة المخاطر الجيوسياسية المضافة على سعر النفط قد تتراوح بين 5 و10 دولارات للبرميل، بناءً على شدة التصعيد. لكنها في الوقت ذاته ترى أن إغلاق مضيق هرمز أو توسع الصراع بشكل كبير يبقى غير مرجح في الوقت الحالي، على الرغم من ارتفاع المخاطر الأمنية في المنطقة.
أدت تطورات الشرق الأوسط إلى اضطراب واسع في الأسواق العالمية، ودفع العديد من المستثمرين إلى التوجه نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب. كما ارتفعت تقلبات الأسواق إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات، وسط زيادة ملحوظة في تعاملات العقود الآجلة والتحوّطات المالية.
تداعيات محتملة على السياسة النقدية الأميركية
في السياق ذاته، يترقّب المستثمرون نتائج اليوم الثاني لاجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، وسط توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.50%.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن استمرار التوترات الجيوسياسية قد يدفع الفدرالي إلى تسريع خفض أسعار الفائدة، وربما اتخاذ خطوة مبكرة في يوليو بدلاً من سبتمبر، كما تتوقع الأسواق حالياً. ويستند هذا التوجه إلى سابقة حدثت بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023، حين اتجه الفدرالي إلى مواقف أكثر مرونة.
إلا أن ارتفاع أسعار النفط يمثل تحدياً لهذا السيناريو، كونه يشكل مصدر تضخم إضافي قد يدفع المركزي الأميركي لتوخي الحذر.
بيانات المخزونات الأميركية تعزز التوجه الصعودي
في سياق منفصل، أظهرت بيانات أولية من معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بأكثر من 10 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 13 يونيو، بينما تراجعت مخزونات البنزين، وارتفعت مخزونات نواتج التقطير.
وتنتظر الأسواق صدور البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت لاحق اليوم، والتي ستؤكد أو تنقض هذه التقديرات.
خاتمة: الأسواق على صفيح ساخن وترقب حذر للمستقبل
في ظل استمرار النزاع بين إسرائيل وإيران، ووجود تهديدات حقيقية لممرات الطاقة العالمية، تظل أسعار النفط عرضة لتقلبات حادة وارتفاعات مفاجئة. وتتداخل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية بشكل معقد، ما يجعل الأسواق في حالة ترقّب دائم لأي تطورات جديدة سواء على مستوى النزاع العسكري، أو على صعيد القرارات النقدية الأميركية.