- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- ارتفاع أسعار النفط بدعم من تراجع المخزونات الأميركية وتفاؤل بشأن التفاهمات التجارية الدولية
ارتفاع أسعار النفط بدعم من تراجع المخزونات الأميركية وتفاؤل بشأن التفاهمات التجارية الدولية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات الجلسة الآسيوية يوم الخميس، في ظل تحسن نسبي في معنويات السوق مدفوع بتراجع حاد في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التفاؤل السائد حول إمكانية التوصل إلى اتفاقات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الدوليين، لا سيما اليابان، قبل حلول الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الأول من أغسطس لفرض رسوم جمركية جديدة.
ورغم أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية كانت أكثر إيجابية من التوقعات، إلا أن المستثمرين ظلوا يتعاملون بحذر مع الأسواق بسبب استمرار الغموض حول مسارات المفاوضات التجارية، سواء مع الاتحاد الأوروبي أو الصين، مما حدّ من حجم المكاسب في الأسعار، وفرض حالة من الترقب في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية وملف العقوبات الغربية على موسكو وطهران.
أداء أسعار النفط اليوم
ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط خلال تداولات اليوم الخميس بدعم من عدة عوامل جوهرية وفنية، أبرزها انخفاض مخزونات الخام الأميركية وتزايد التفاؤل بخصوص التفاهمات التجارية التي تجريها الإدارة الأميركية مع عدد من شركائها التجاريين الرئيسيين.
ففي تمام الساعة 09:35 صباحًا بتوقيت تركيا، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت – تسليم سبتمبر – بنسبة 1.09% لتسجل 69.26 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.24% لتصل إلى 66.04 دولارًا للبرميل.
ويُذكر أن أسعار النفط قد تعرضت لضغوط ملحوظة خلال الجلسات الأربع الماضية، وذلك بفعل تصاعد المخاوف حيال احتمالية فرض تعريفات جمركية جديدة في الأول من أغسطس، وهو ما أثار مخاوف الأسواق من انخفاض محتمل في الطلب العالمي على الطاقة في حال تفاقم الحرب التجارية.
اتفاق تجاري جديد بين واشنطن وطوكيو
كانت الجلسة السابقة (الأربعاء) قد شهدت استقرارًا نسبيًا في أسعار النفط، وسط متابعة دقيقة لتطورات المشهد التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توصله لاتفاق تجاري مع اليابان بشأن الرسوم الجمركية.
وقد شمل الاتفاق خفض الرسوم على واردات السيارات اليابانية إلى الولايات المتحدة، مقابل حزمة استثمارية ضخمة من طوكيو بلغت 550 مليار دولار تُضخ في الاقتصاد الأميركي.
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
كما منح الاتفاق اليابان إعفاءً من الرسوم الإضافية التي كانت واشنطن تعتزم فرضها، وهو ما انعكس إيجابًا على الأسواق التي تنظر إلى الاتفاق كخطوة مهمة قد تحفّز إبرام اتفاقات مماثلة مع شركاء تجاريين آخرين قبيل حلول الموعد النهائي.
وتضمنت الصفقة كذلك فتح الأسواق اليابانية أمام الصادرات الأميركية، بما في ذلك السلع الزراعية ومنتجات الطاقة والسيارات، ما عزز آمال المستثمرين بأن اتفاقات مماثلة قد تتم مع الاتحاد الأوروبي وربما الصين، ما يُسهم في دعم التوقعات بنمو الطلب على النفط على المدى القصير.
تراجع حاد في مخزونات النفط الأميركية
كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA) الصادرة يوم الأربعاء عن انخفاض كبير في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 3.17 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 19 يوليو، متجاوزة التوقعات التي أشارت إلى تراجع أقل بنحو 1.6 مليون برميل فقط.
كما أظهرت البيانات انخفاضًا في مخزونات البنزين بمقدار 1.7 مليون برميل، مقارنة بتوقعات الأسواق بانخفاض يبلغ نحو 900 ألف برميل. في المقابل، ارتفعت مخزونات المقطرات – التي تشمل وقود الديزل وزيت التدفئة – بمقدار 2.9 مليون برميل، وهو ما يتماشى مع عمليات إعادة التخزين الموسمية المعتادة.
ويُلاحظ أن المخزونات التجارية الأميركية من الخام باتت الآن أقل بنحو 9% عن المتوسط الموسمي لخمس سنوات، عند مستوى يقارب 419 مليون برميل، وهو ما يشير إلى وجود حالة من تشديد المعروض في السوق الأميركية، تدفع بالأسعار نحو الأعلى.
تشير بيانات إدارة معلومات الطاقة أيضًا إلى أن مخزونات النفط الخام في مركز كوشينغ الأميركي – وهو نقطة التسليم الرئيسية لعقود خام غرب تكساس الوسيط – سجلت ارتفاعًا للأسبوع الثالث على التوالي، ما يعكس ضغوطًا موضعية على قدرة التخزين في الداخل الأميركي.
ورغم ذلك، فإن مخزونات وقود الديزل، على الرغم من ارتفاعها الأخير، لا تزال عند أدنى مستوى موسمي لها منذ عام 1996، ما يشير إلى وجود شحٍّ هيكلي في سوق المقطرات قد يستمر خلال الأشهر المقبلة، خصوصًا في ظل زيادة الطلب الصيفي على النقل والتبريد.
اتفاقية ترامب مع اليابان
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الاتفاقية التجارية التي أبرمها مع اليابان تشمل تخفيض الرسوم الجمركية على جميع السلع اليابانية إلى نسبة 15%، مقارنة بالنسبة المقترحة سابقًا عند 25%.
وقد حصلت الولايات المتحدة، في المقابل، على امتيازات تجارية واستثمارية واسعة، شملت فتح السوق اليابانية بشكل أكبر أمام الصادرات الأميركية، وزيادة الاستثمار الياباني في الداخل الأميركي بمبلغ ضخم بلغ 550 مليار دولار.
هذا الاتفاق، وفق مراقبين، يُعتبر واحدًا من أبرز النجاحات التجارية للإدارة الأميركية خلال هذا العام، ويمهد الطريق أمام اتفاقيات إضافية قبل حلول الموعد النهائي المقرر مطلع أغسطس، ما قد يُسهم في تخفيف الضغوط على التجارة العالمية ورفع شهية المستثمرين للعودة للأسواق ذات المخاطر العالية.
تحليلات وآراء الخبراء حول أسعار النفط
علق الخبير الاقتصادي فيشنو فاراثان، رئيس الاقتصاد الكلي لمنطقة آسيا في "ميزوهو بنك"، على الوضع قائلًا:
"ربما تشهد أسعار النفط بعض الانتعاش الطفيف بناءً على افتراضات أقل تشاؤمًا بشأن الطلب العالمي، خصوصًا بعد أن أبدت الأسواق ارتياحًا نسبيًا لتفادي السيناريو الأسوأ فيما يتعلق بالتعريفات، لكن ينبغي توخي الحذر؛ إذ لا توجد ضمانات بأن هذه الإيجابية ستستمر على المدى المتوسط، خاصة مع التوقعات باستمرار التأثير السلبي على النمو العالمي."
من جهته، قال هيرويوكي كيكوكاوا، كبير المحللين في شركة "نيسان" لاستثمار الأوراق المالية:
"عمليات الشراء في السوق مدفوعة بتفاؤل بأن إحراز تقدم في مفاوضات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وبعض الشركاء التجاريين سيساعد في تجنب أسوأ السيناريوهات المحتملة. لكنّ عدم وضوح الرؤية بشأن مفاوضات واشنطن مع بكين، بالإضافة إلى الضبابية حول المباحثات بين روسيا وأوكرانيا، يُقيّد مكاسب أسعار النفط."
وأضاف كيكوكاوا أن خام غرب تكساس الوسيط مرجّح أن يتحرك ضمن نطاق 60 إلى 70 دولارًا للبرميل خلال الأسابيع المقبلة، بناءً على توازن بين الضغوط الجيوسياسية وعوامل العرض والطلب.
أفاد دبلوماسيان أوروبيان يوم الأربعاء أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يقتربان من التوصل إلى اتفاق تجاري قد يشمل فرض رسوم أميركية بنسبة 15% على بعض السلع الأوروبية، لكن مع إمكانية تقديم إعفاءات لبعض القطاعات، في خطوة قد تمهّد الطريق لعقد صفقة تجارية شاملة أخرى بعد صفقة اليابان.
ويُتابع المستثمرون عن كثب هذه التطورات، نظرًا لتأثيرها المباشر على مسارات النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على الطلب المستقبلي على النفط والسلع المرتبطة به.
ترقب الأسواق لإجراءات "أوبك+" والعقوبات على روسيا
تعيش أسواق النفط في حالة ترقب مستمر خلال هذا الشهر، حيث يحاول المستثمرون موازنة شح المعروض العالمي، لا سيما في سوق الديزل، مع التوقعات بزيادة إنتاج محتملة من قبل تحالف "أوبك+"، الذي ألمح بعض أعضائه إلى إمكانية رفع الحصص الإنتاجية خلال الصيف لتلبية الطلب المتزايد.
وفي سياق آخر، تبقى العقوبات الغربية على روسيا تحت المجهر، خاصة في ظل فرض الاتحاد الأوروبي قيودًا جديدة قد تؤثر على واردات النفط الروسي إلى دول مثل الهند. وفي هذا الصدد، جدّد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت تأكيده أن مشتريات الصين من النفط الروسي والإيراني ستكون على جدول المفاوضات التجارية مع بكين خلال الأسبوع المقبل.