- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- تراجع أسعار النفط بعد تهدئة التصعيد العسكري وتأجيل ترمب للقرار بشأن ضرب إيران
تراجع أسعار النفط بعد تهدئة التصعيد العسكري وتأجيل ترمب للقرار بشأن ضرب إيران

شهدت أسعار النفط تراجعاً لافتاً في نهاية تعاملات الأسبوع، بعدما لمح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى أن اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران سيُحسم خلال أسبوعين، مما قلص من حدة المخاوف حول هجوم أميركي وشيك.
وعلى الرغم من هذا التراجع، إلا أن العقود الآجلة تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الثالث على التوالي، وسط حالة من التذبذب الحاد في السوق نتيجة التطورات الجيوسياسية وتصريحات البيت الأبيض.
تراجعت أسعار خام برنت بنحو دولارين بعد أن أرجأ البيت الأبيض اتخاذ قرار بشأن التدخل العسكري في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران وبحسب تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، فإن القرار سيستغرق "بعض الوقت" في ظل وجود "فرصة كبيرة للتفاوض" مع إيران، وهو ما ورد في رسالة أملاها ترمب للصحفيين دون تحديد إطار زمني دقيق لذلك.
هذا التصريح ساهم في تهدئة الأسواق بشكل جزئي، بعدما كانت قد ارتفعت الأسعار يوم الخميس نتيجة مخاوف من هجوم أميركي وشيك خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أداء أسعار النفط اليوم
انخفضت أسعار خام برنت باتجاه مستوى 77 دولاراً للبرميل، مما قلص من مكاسب الأسبوع الثالث على التوالي. في المقابل، جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس قرب 74 دولاراً للبرميل.
بحلول الساعة 11:15 بتوقيت تركيا تراجع خام برنت تسليم أغسطس بنسبة 2.02% ليصل إلى 77.26 دولار، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.75% ليصل إلى 74.08 دولار، مقارنة بإغلاق الأربعاء، علماً بأنه لم تُسجّل تسوية رسمية يوم الخميس بسبب عطلة في الولايات المتحدة.
أما عقد يوليو الأقرب استحقاقاً، والذي ينتهي الجمعة، فقد ارتفع إلى مستوى 76 دولاراً.
تذبذبات حادة في سوق النفط وسط تصعيد الشرق الأوسط
شهدت سوق النفط أسبوعاً مضطرباً، إذ تقلبت العقود الآجلة ضمن نطاق واسع بلغ نحو 8 دولارات وتصاعدت حدة التقلبات مع توسع الفجوات الزمنية في التداول، ووصلت عقود الخيارات في بعض الأوقات إلى مستويات تفاؤل تجاوزت تلك التي شهدها السوق بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وبحسب روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في "ويستباك بانكينغ كورب"، فإن "تصريحات ليفيت سحبت بعض الزخم من السوق، ولكن يُتوقع أن تبقى الأسعار مدعومة ضمن نطاق متقلب يتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل في المدى القريب".
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
رغم استمرار إسرائيل في تنفيذ ضربات جوية تستهدف منشآت نووية إيرانية، لم تُسجل حتى الآن أي أضرار في البنية التحتية الحيوية الخاصة بتصدير النفط من إيران. غير أن هناك مؤشرات على أن طهران تسارع لتصدير كميات إضافية من الخام، إذ امتلأت خزانات محطة جزيرة "خرج" بالنفط، وهي أحد أهم مراكز التصدير الإيرانية.
يبقى مضيق هرمز، الذي تمر عبره نحو خمس إمدادات النفط العالمية، في قلب المخاوف المرتبطة باستقرار الإمدادات. ومع ذلك، لم ترد إشارات ملموسة على نية إيران إغلاق الممر البحري أو عرقلة الملاحة، مما ساهم في كبح جماح القلق الدولي حتى اللحظة.
مخاوف من عقوبات إضافية وتراجع في المخزونات الأميركية
تُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، حيث تضخ نحو 3.3 مليون برميل يومياً. ومع اشتداد التوترات، يُخشى من فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية على صادرات النفط الإيرانية، ما قد يفاقم من أزمة الإمدادات العالمية.
وفي الوقت ذاته، أظهرت بيانات حديثة انخفاضاً حاداً في المخزونات الأميركية بأكثر من 10 ملايين برميل، وهو ما عزز من الأسعار بشكل عام، خاصة في ظل اقتراب موسم الصيف الذي يشهد ذروة الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للطاقة في العالم.
تصريحات ترامب ومهلة الأسبوعين
علق المحلل توني سيكامور من "آي جي" على تصريحات ترمب قائلاً إن "مهلة الأسبوعين" التي أشار إليها الرئيس السابق تُعد أسلوباً معتاداً في قرارات سابقة، وغالباً ما تنتهي هذه المهلات دون أي إجراء ملموس. وأضاف أن "استمرار الغموض قد يدفع أسعار الخام نحو مزيد من المكاسب على المدى القريب، مع ترقب المستثمرين لأي تطورات مفاجئة".
مع نهاية الأسبوع، تُظهر المؤشرات أن عقود برنت وخام غرب تكساس الوسيط تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية تتراوح بين 3.5% و4%، لتسجّل ثالث أسبوع على التوالي من الارتفاع. وقد دعمت هذه المكاسب المخاوف من توقف إمدادات النفط الإيرانية، فضلاً عن استمرار التوترات في الشرق الأوسط.
ويُذكر أن أسعار النفط قفزت بنسبة 12% خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بشكل رئيسي بهجوم إسرائيلي على إيران يوم الجمعة، وسط ترقب لردود الفعل الدولية وتطورات الأوضاع الأمنية.
خلاصة:
رغم التراجع اللحظي في الأسعار، تظل أسواق النفط تحت ضغط التوترات الجيوسياسية، والتقلبات الحادة، وعدم اليقين بشأن السياسة الأميركية تجاه إيران. ومن المتوقع أن تستمر أسعار النفط في التحرك داخل نطاقات ضيقة ولكن متقلبة، ريثما يتضح المسار السياسي والعسكري للصراع الإيراني الإسرائيلي، ومدى تأثيره المحتمل على إمدادات الطاقة العالمية.