- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار السلع والمعادن والمؤشرات
- النفط يسجل خسائر أسبوعية بضغط من التشاؤم الاقتصادي ومخاوف زيادة المعروض
النفط يسجل خسائر أسبوعية بضغط من التشاؤم الاقتصادي ومخاوف زيادة المعروض

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا عند إغلاق جلسة التداول يوم الجمعة، الموافق 25 يوليو/تموز، لتنهي الأسبوع على خسائر ملموسة، في ظل تصاعد التشاؤم بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، ووسط توقعات بزيادة محتملة في المعروض النفطي.
وقد جاءت هذه التراجعات رغم وجود بعض التفاؤل بأن الاتفاقات التجارية التي تسعى إليها الولايات المتحدة قد تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي العالمي مستقبلًا، وبالتالي رفع مستويات الطلب على النفط.
أداء أسعار النفط
سجّلت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا عند التسوية يوم الجمعة 25 يوليو/تموز، لتنهي الأسبوع على خسائر واضحة، وذلك نتيجة مزيج من العوامل السلبية التي تشمل بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى مؤشرات على احتمالية ارتفاع في المعروض النفطي العالمي.
وجاء هذا التراجع رغم التفاؤل بأن الاتفاقات التجارية الأميركية قد تدفع النمو الاقتصادي العالمي وتنعش الطلب على الخام مستقبلاً.
تأثرت أسعار النفط سلبًا بعد ارتفاع الدولار الأميركي، الذي أدى بدوره إلى تقليل جاذبية السلع المقومة بالدولار مثل النفط، حيث يصبح شراؤها أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
في الوقت ذاته، تراجعت ثقة الأسواق في قدرة الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاقيات تجارية ناجحة مع أبرز شركائها، قبل الموعد النهائي المرتقب في الأسبوع المقبل، مما عزز حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة.
تفاصيل الأداء الأسبوعي لخام برنت وغرب تكساس
أغلقت العقود الآجلة لخام برنت متراجعةً بمقدار 75 سنتًا أو بنسبة 1.08%، لتسجّل عند التسوية 68.43 دولارًا للبرميل.
أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، فقد تراجع عند الإغلاق بمقدار 87 سنتًا أو 1.32%، ليستقر عند 65.16 دولارًا للبرميل.
وبالنسبة للأداء الأسبوعي، فقد سجّل خام برنت انخفاضًا بنحو 1%، في حين تكبّد خام غرب تكساس الوسيط خسارة أوسع بلغت حوالي 3%.
في تصريحات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة، قال إن هناك احتمالًا بنسبة 50% أو أقل لأن تتمكن الولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن بروكسل "ترغب بشدة في إبرام صفقة".
قد يهمك : دليل شامل عن النفط السلعة الأكثر تداولاً في العالم وكيفية الاستثمار بها
كما أشار ترامب إلى أن معظم الرسوم الجمركية قد تم تثبيتها إلى حد كبير، مبينًا أن معدل الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة بلغ أعلى مستوياته منذ مئة عام، بحسب بعض التقديرات، مما يزيد من المخاوف بشأن تأثير هذه السياسات الحمائية على الطلب العالمي على الطاقة.
وفي سياق متصل، أعلن ترامب أنه لا يعتزم إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأمر الذي أدى إلى تعزيز قيمة الدولار الأميركي بشكل إضافي. وبما أن النفط يُسعّر بالدولار، فإن ارتفاع العملة الأميركية يجعل النفط أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى، ما يُسهم في تراجع أسعاره.
بيانات اقتصادية أميركية ضعيفة تزيد الضغوط
في الولايات المتحدة، كشفت بيانات اقتصادية عن انخفاض الطلبيات الجديدة على سلع التصنيع التي تدخل في الإنفاق الرأسمالي للشركات خلال شهر يونيو/حزيران، على نحو غير متوقع، في حين شهدت شحنات هذه السلع ارتفاعًا طفيفًا. وتشير هذه الأرقام إلى تباطؤ إنفاق الشركات على المعدات، ما يُلمّح إلى ضعف في الاستثمارات الرأسمالية خلال الربع الثاني من العام.
كما صرح الرئيس الأميركي بأنه عقد اجتماعًا جيدًا مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، موضحًا أنه حصل على انطباع بأن باول قد يكون مستعدًا لخفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يفتح المجال أمام مزيد من التيسير النقدي في الفترة المقبلة.
وتجدر الإشارة إلى أن البنوك المركزية مثل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي تلجأ إلى استخدام أسعار الفائدة كأداة للتحكم في التضخم. وعادة ما يؤدي خفض الفائدة إلى تقليل تكلفة الاقتراض على المستهلكين والشركات، وهو ما يمكن أن يدفع عجلة النمو الاقتصادي، وبالتالي تعزيز الطلب على النفط كمصدر للطاقة.
وفي تطور آخر من آسيا، قالت وزارة المالية الصينية يوم الجمعة إن الإيرادات المالية انخفضت بنسبة 0.3% خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعكس هذا التراجع استمرار الضعف الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث تواصل الإيرادات الحكومية الانخفاض منذ يناير/كانون الثاني وحتى مايو/أيار.
وفي ما يتعلّق بالوضع في أميركا اللاتينية، أفادت تقارير يوم الخميس بأن الولايات المتحدة تدرس السماح لشركاء المؤسسة النفطية الحكومية في فنزويلا بمزاولة نشاطاتهم بشروط معينة، رغم العقوبات المفروضة على البلاد.
ويرى محللو بنك ING أن هذا التوجه الأميركي قد يؤدي إلى زيادة صادرات فنزويلا النفطية بنحو 200 ألف برميل يوميًا، ما قد يضيف مزيدًا من الإمدادات إلى السوق العالمي.
زيادة محتملة في المعروض من أوبك+
رغم حالة الاستقرار النسبي التي شهدها سوق النفط الخام خلال شهر يوليو، فإن الأسعار لا تزال منخفضة على أساس سنوي، في ظل استمرار المخاوف من تزايد المعروض. وتلعب مجموعة أوبك+ دورًا رئيسيًا في هذه المعادلة، حيث من المتوقع أن تعقد اجتماعًا حاسمًا في 3 أغسطس المقبل لتحديد مسارات الإنتاج في المرحلة المقبلة.
وكانت الولايات المتحدة قد منحت مؤخرًا فنزويلا، وهي إحدى الدول الأعضاء في منظمة أوبك، مهلة إنتاجية جديدة بموجب قرار يسمح لشركة شيفرون الأميركية باستئناف أنشطة ضخ النفط في البلاد، وهو ما يعزز المخاوف من تخمة جديدة في المعروض العالمي.
وفي مذكرة بحثية صادرة عن مجموعة "ماكواري"، عبّر فريق من المحللين بقيادة فيكاس دويفيدي عن توقعهم بأن تشهد أسعار النفط انخفاضًا تدريجيًا خلال فصل الخريف. وعزا المحللون هذا التوقع إلى تراكم المخزونات بوتيرة متسارعة، إلى جانب ضعف الأسواق الفعلية، وتراجع هوامش أرباح المصافي، بالإضافة إلى انحسار مستمر في مخاطر العرض الجيوسياسية، ما يعني أن التوازن بين العرض والطلب قد يميل لصالح وفرة المعروض على حساب الأسعار.