- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار يتداول قرب أعلى مستوياته في عدة أشهر مدعومًا بتدفقات الملاذ الآمن وتراجع توقعات خفض الفائدة
الدولار يتداول قرب أعلى مستوياته في عدة أشهر مدعومًا بتدفقات الملاذ الآمن وتراجع توقعات خفض الفائدة

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا خلال تداولات يوم الأربعاء، إلا أنه بقي قريبًا من أعلى مستوياته في عدة أشهر، مدعومًا بتزايد الطلب على الأصول الآمنة واستمرار التشكيك في احتمالية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بإجراء مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة خلال المدى القريب.
يأتي هذا في وقت تسود فيه حالة من الترقب في الأسواق العالمية، وسط غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الممتد، وتزايد القلق حيال أداء الاقتصاد العالمي.
الدولار قرب أعلى مستوياته منذ أشهر
بحلول الساعة 12:25 ظهرًا بتوقيت السعودية، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي – الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.1% إلى 100.0020 نقطة، بعد أن لامس أعلى مستوى له منذ 1 أبريل خلال جلسة الثلاثاء المتأخرة.
هذا التراجع الطفيف جاء بعد موجة ارتفاع قوية للدولار على مدار الأيام الماضية، مدفوعة بعمليات شراء واسعة النطاق من قبل المستثمرين الباحثين عن الملاذ الآمن في ظل اضطراب الأسواق المالية العالمية، وخصوصًا بعد موجة البيع الحادة التي ضربت قطاع التكنولوجيا الأمريكي في وول ستريت نتيجة مخاوف متزايدة من المبالغة في تقييم الأسهم التقنية.
بيانات ADP في دائرة التركيز
ساهمت بيانات التوظيف الأمريكية الخاصة من ADP في جذب أنظار المستثمرين خلال اليوم، إذ تأتي في وقت حساس بسبب توقف معظم البيانات الاقتصادية الرسمية نتيجة الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، مما جعل الأسواق تترقب هذه القراءة بوصفها مؤشرًا مبكرًا على صحة سوق العمل.
وفي مذكرة تحليلية صادرة عن بنك ING، أوضح المحللون أن "الأسواق العالمية تعيش حالة من الحذر الشديد هذا الأسبوع، وهو ما انعكس بوضوح على أداء العملات الأجنبية، حيث تتعرض العملات عالية المخاطر لضغوط بيعية مقابل استمرار الطلب القوي على الدولار الأمريكي."
وأضاف البنك: "من المرجح أن تؤدي أي قراءة متوافقة مع التوقعات في بيانات ADP إلى استمرار دعم الدولار، لأنها ستبقي حالة الشك قائمة حول احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض إضافي للفائدة في ديسمبر."
يأتي هذا الأداء القوي للدولار بعد أن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع.
إلا أن رئيس المجلس جيروم باول أشار بوضوح إلى أن هذا الخفض قد يكون الأخير لهذا العام، وهو ما حدّ من التوقعات بشأن دورة تخفيضات ممتدة، ودعم بالتالي العملة الأمريكية عبر رفع شهية المستثمرين نحو الاحتفاظ بها.
اليورو يتماسك بعد تراجعات حادة
في أوروبا، ارتفع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.1% إلى 1.1488، بعد أن كان قد لامس أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر خلال جلسة الثلاثاء السابقة.
وجاء هذا الدعم من تحسن البيانات الاقتصادية في ألمانيا، حيث ارتفعت الطلبيات الصناعية بأكثر من المتوقع في سبتمبر بنسبة 1.1% مقارنة بالشهر السابق، كما أظهر قطاع الخدمات الألماني أداءً قويًا هو الأسرع في أكثر من عامين خلال أكتوبر.
وفقًا لبيانات مؤشر مديري المشتريات (HCOB)، ارتفع المؤشر النهائي لقطاع الخدمات الألماني إلى 54.6 نقطة في أكتوبر، متجاوزًا القراءة السابقة البالغة 51.5 نقطة في سبتمبر، مما يعزز من التفاؤل حول استمرار الزخم في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو.
وفي تعليق لبنك ING، جاء أن "زوج اليورو/دولار يجد دعمًا واضحًا عند مستوى 1.1450، وستحدد بيانات ADP الأمريكية اليوم ما إذا كان هذا الدعم سيستمر أم سيختبر الزوج مستويات أدنى مجددًا."
الجنيه الإسترليني تحت الضغط رغم ارتفاع طفيف
سجّل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.2% إلى 1.3041، إلا أنه بقي قريبًا من أدنى مستوى له في سبعة أشهر.
وجاء هذا الأداء الضعيف بعد تصريحات وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز التي ألمحت إلى زيادات ضريبية واسعة النطاق في الميزانية المرتقبة لاحقًا هذا الشهر، ما أثار قلق المستثمرين بشأن تأثير تلك الإجراءات على النمو الاقتصادي البريطاني.
الين الياباني يستفيد من توقعات رفع الفائدة
في آسيا، تراجع زوج الدولار/ين بنسبة 0.1% إلى 153.54، بعد أن كشفت محاضر اجتماع بنك اليابان في سبتمبر أن صانعي السياسة ناقشوا احتمالية رفع أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، وهو ما فُسّر كمؤشر على تحول تدريجي في سياسة البنك نحو مزيد من التشديد النقدي.
وأظهرت المحاضر أن عضوين من أعضاء مجلس السياسة النقدية صوّتا بالفعل لصالح رفع فوري للفائدة خلال الاجتماع، وهما نفس العضوين اللذين كررا موقفهما الداعم لرفع الفائدة في اجتماع أكتوبر اللاحق.
ورغم إبقاء بنك اليابان على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعي سبتمبر وأكتوبر، إلا أنه أكد مرارًا أن التوجه المستقبلي سيظل نحو رفع تدريجي للفائدة في ضوء استمرار ارتفاع معدلات التضخم والنمو الاقتصادي في البلاد.
اليوان الصيني والدولار الأسترالي دون تغيير ملحوظ
أما في الصين، فقد انخفض زوج الدولار/يوان بنسبة 0.1% إلى 7.1254، بعدما أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي نموًا أفضل قليلًا من المتوقع خلال أكتوبر، مما يعكس تحسنًا طفيفًا في النشاط الاقتصادي الصيني رغم التحديات المستمرة.
وفي المقابل، استقر زوج الدولار الأسترالي/الدولار الأمريكي عند مستوى 0.6492 دون تغيير يُذكر، رغم أن بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر أكتوبر جاءت أضعف قليلًا من التوقعات، مما حدّ من أي زخم إيجابي محتمل للعملة الأسترالية.
خلاصة
يبدو أن الدولار الأمريكي لا يزال يحتفظ بزخمه الصعودي رغم التراجع الطفيف المسجل اليوم، إذ يجد دعمًا مستمرًا من تدفقات الملاذ الآمن وتراجع رهانات خفض الفائدة، في حين تبقى الأنظار متجهة نحو بيانات التوظيف الأمريكية وقرارات البنوك المركزية العالمية التي قد تحدد المسار القادم للعملات الرئيسية في الأسواق العالمية.
