- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- تباطؤ الاقتصاد البريطاني يضغط على الجنيه الإسترليني وسط ترقب خفض الفائدة من بنك إنجلترا
تباطؤ الاقتصاد البريطاني يضغط على الجنيه الإسترليني وسط ترقب خفض الفائدة من بنك إنجلترا

شهد الجنيه الإسترليني ضغوطًا ملحوظة خلال تعاملات الجمعة، حيث تراجع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.3383، مبتعدًا عن أعلى مستوياته منذ أكتوبر.
جاء هذا التراجع في أعقاب صدور بيانات اقتصادية أظهرت انكماش الناتج المحلي الإجمالي البريطاني بشكل غير متوقع في أكتوبر، في وقت ازدادت فيه حالة عدم اليقين المرتبطة بميزانية الخريف التي قدمتها وزيرة الخزانة راشيل ريفز، وهو ما حدّ من وتيرة النمو.
ووفقًا لتقرير مكتب الإحصاءات الوطنية، فقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي في أكتوبر بنسبة 0.1% على أساس شهري، وهو نفس معدل الانخفاض المسجل في سبتمبر، بينما كانت التوقعات تشير إلى عودة النمو بنسبة 0.1%.
هذه القراءة الضعيفة جاءت لتؤكد هشاشة التعافي الاقتصادي في المملكة المتحدة، وتضيف ضغوطًا إضافية على بنك إنجلترا قبل اجتماعه الأخير هذا العام.
أداء الاقتصاد البريطاني
ورغم أن الاقتصاد عاد إلى النمو الطفيف بنسبة 0.1% في أكتوبر — بعد انكماش طفيف في الشهر السابق — إلا أن هذا التعافي جاء أقل من المتوقع وبصورة تعكس استمرار التحديات. فعلى أساس سنوي، توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.4%، مقارنة بـ 1.1% في الشهر الماضي، لكن هذا التحسّن ظل محدودًا بسبب أجواء عدم اليقين الاقتصادي والمالي.
أحد أبرز الدوافع الإيجابية جاء من قطاع التصنيع، الذي سجل نموًا قويًا بلغ 1.1% في أكتوبر، متعافيًا من هبوط حاد بنسبة 1.7% في الشهر السابق. وقد ساهم استئناف العمل في مصانع جاكوار لاند روفر — بعد الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له — في تعزيز هذا الأداء.
إلا أن تأثير هذه الإشارات الإيجابية لم يكن كافيًا لدفع الاقتصاد إلى مسار توسع واضح، حيث أثرت حالة القلق من ميزانية الخريف على قرارات الشركات والمستهلكين، ودَفَعت إلى تأجيل العديد من الخطط الاستثمارية، مما انعكس على النشاط الاقتصادي العام.
تأثير الميزانية الجديدة وتوقعات النمو
وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز اختارت رفع بعض الضرائب في ميزانية الخريف لتوفير مساحة مالية تسهم في خفض العجز وتمويل إنفاق إضافي على الرعاية الاجتماعية. ورغم أن الزيادات جاءت أقل مما كان يخشاه قطاع الأعمال، إلا أن مزاج الأسواق ظل حذرًا.
وبالتوازي مع ذلك، أعلن اتحاد الصناعة البريطاني رفع توقعاته للنمو الاقتصادي للعام المقبل، مستندًا إلى دفعة محدودة من زيادة الإنفاق الحكومي. إذ تتوقع الجمعية التجارية نموًا بنسبة 1.3% في 2025، مقارنة بتوقعاتها السابقة البالغة 1.0% في يونيو. كما تم تعديل توقعات العام الجاري صعودًا إلى 1.4% بدلًا من 1.2%.
ورغم هذه التوقعات الإيجابية نسبيًا، أكدت كبيرة الاقتصاديين في الاتحاد، لويز هيليم، أن "الأجواء الحالية تعكس تفاؤلًا حذرًا أكثر من كونها سببًا للاحتفال"، وهو ما يصف بدقة المزاج الاقتصادي السائد.
بنك إنجلترا في دائرة الضوء
ويستعد بنك إنجلترا لعقد اجتماعه الأخير هذا العام، وسط توقعات واسعة بأن يقوم بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%، خاصة مع انخفاض التضخم الأخير. فقد تراجع التضخم في أكتوبر إلى 3.6% من 3.8%، متوافقًا مع توقعات المركزي، ومن المتوقع أن يظهر تقرير نوفمبر — المقرر صدوره الأسبوع المقبل — مزيدًا من التراجع.
وكان البنك قد أبقى أسعار الفائدة عند مستوى 4.0% في نوفمبر الماضي، لكن القرار جاء متقاربًا للغاية، حيث صوّت أربعة من أصل تسعة أعضاء لصالح بدء خفض الفائدة، وهو ما يشير إلى أن البنك يقترب من تغيير واضح في السياسة النقدية.
ماذا يعني ذلك لسوق العملات؟
تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار يعكس مزيجًا من الضغوط الاقتصادية المحلية، إلى جانب قوة الدولار المدعومة بتوقعات السياسة النقدية الأمريكية. استمرار تباطؤ النمو مع احتمالات خفض الفائدة يميل إلى تقليل جاذبية العملة البريطانية على المدى القصير، في حين سيعتمد مسار الجنيه خلال الأشهر المقبلة بشكل كبير على وتيرة انخفاض التضخم واستجابة بنك إنجلترا للبيانات الاقتصادية.
تحليل اقتصادي مختصر للجنيه الإسترليني
-
العوامل الضاغطة على الإسترليني:
-
تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي.
-
حالة عدم اليقين قبيل الميزانية.
-
توقعات خفض الفائدة التي تضغط على العملة.
-
-
عوامل قد تدعم استقرارًا نسبيًا لاحقًا:
-
تحسن سنوي في وتيرة النمو.
-
انتعاش قطاع الصناعة.
-
توقعات إنفاق حكومي أعلى في 2025.
-
-
الاتجاه المتوقع:
-
يبقى الزوج GBP/USD معرضًا لمزيد من التقلبات، مع احتمالية اختبار مستويات أقل إذا جاء خفض الفائدة متوافقًا مع التوقعات أو أكبر منها.
-
تحليل فني مختصر لزوج GBP/USD
يتداول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي تحت ضغط بيعي واضح بعد التراجع من قمته الأخيرة، مع بقاء الزخم مائلًا للسلبية على الأطر الزمنية القصيرة.
المستويات الفنية المهمة:
-
الدعم الأول: 1.3340
-
الدعم الثاني (الأقوى): 1.3290 – كسر هذا المستوى قد يدفع السعر نحو 1.3230.
-
المقاومة الأولى: 1.3420
-
المقاومة الثانية: 1.3485 – تمثل حاجزًا محوريًا لأي محاولة صعود جديدة.
الاتجاه العام على المدى القصير:
هبوطي طالما بقي السعر دون 1.3420، مع إمكانية امتداد التصحيح النزولي إذا استمرت الضغوط الأساسية المرتبطة ببيانات النمو وتوقعات خفض الفائدة.
المؤشرات الفنية:
-
الزخم على مؤشر RSI يميل للهبوط دون مستوى 50.
-
المتوسط المتحرك 50 يومًا يشكل مقاومة ديناميكية تحد من الارتفاعات.
خلاصة المقال
الاقتصاد البريطاني يظهر مزيجًا من الإشارات المتضاربة، بين نمو محدود في أكتوبر وتراجع في النشاط الاقتصادي يتسم بالحذر قبيل ميزانية الخريف. ورغم رفع توقعات النمو من جانب اتحاد الصناعة البريطاني، لا يزال الزخم الاقتصادي هشًا.
تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار يعكس هذا الوضع، في وقت تزداد فيه التوقعات بأن بنك إنجلترا يتجه نحو دورة تيسير نقدي تبدأ بخفض الفائدة في اجتماعه المقبل. استمرار الاعتدال في التضخم سيكون العامل الأكثر حساسية لتحركات السوق في الأسابيع القادمة.
