ارتفاع العملات الآسيوية مع تراجع الدولار الأمريكي وخيبة أمل من الناتج المحلي الياباني

شهدت العملات الآسيوية ارتفاعاً طفيفاً في تداولات يوم الجمعة، مستفيدة من استمرار ضعف الدولار الأمريكي عقب بيانات تضخم أمريكية دون التوقعات، في حين ألقت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الياباني بظلال من القلق على أداء ثالث أكبر اقتصاد في العالم، مما قلّص من شهية المخاطرة تجاه الين الياباني.

الين الياباني يواصل مكاسبه للأسبوع الرابع

سجلت معظم العملات الآسيوية ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم، مدعومة باستمرار ضعف الدولار الأمريكي الذي تراجع بعد صدور بيانات تضخم أمريكية ضعيفة، في الوقت الذي أثارت فيه بيانات النمو الياباني مخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي أكبر من المتوقع. ورغم الخسائر الاقتصادية، ارتفع الين الياباني مستفيدًا من زيادة الإقبال على أصول الملاذ الآمن، وتراجع عوائد السندات الأمريكية.

الدولار يتراجع بعد بيانات تضخم أمريكية ضعيفة

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%، ليستمر في الانخفاض الذي بدأه مطلع الأسبوع بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أضعف من التقديرات. كما انخفضت العقود الآجلة للمؤشر بنسبة مماثلة خلال جلسة التداول الآسيوية.

وأظهرت بيانات يوم الخميس أن أسعار المنتجين في الولايات المتحدة انخفضت بشكل مفاجئ في أبريل، في أكبر تراجع لتكاليف الخدمات منذ عام 2009. وتزامن ذلك مع بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي صدرت في وقت سابق من الأسبوع وأظهرت تباطؤًا غير متوقع، مما عزز رهانات المستثمرين على إمكانية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام.

انكماش الاقتصاد الياباني يفوق التوقعات في الربع الأول

في اليابان، كشفت البيانات عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.7% على أساس سنوي في الربع الأول من 2025، متجاوزًا التوقعات التي أشارت إلى تراجع بنسبة 0.2% فقط. ويُعد هذا الانكماش هو الأول منذ عام، ويعود بشكل رئيسي إلى تراجع الصادرات بنسبة 0.6%، وضعف إنفاق المستهلكين.

وقد أثرت الرسوم الجمركية الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين في التجارة العالمية سلبًا على أداء الاقتصاد الياباني، وأدت إلى تلاشي الزخم الأساسي في الطلب المحلي، مما يعكس تحديات كبيرة أمام صناع القرار في بنك اليابان ويُضعف فرص رفع أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.

الين الياباني يرتفع لأعلى مستوى في أسبوع

رغم الانكماش الاقتصادي، واصل الين الياباني مكاسبه مقابل الدولار الأمريكي، وارتفع خلال التداولات الآسيوية اليوم بنسبة 0.5% إلى 144.96 ين لكل دولار، مسجلًا أعلى مستوى له في أسبوع، بعد افتتاح الجلسة عند 145.64 ين، وتسجيل أعلى مستوى يومي عند 145.68 ين.

ويُعزى صعود الين إلى انخفاض عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات، مع تزايد التوقعات بقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. كما يعزز موقف الين اقتراب موعد جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان الأسبوع المقبل، والتي قد تتناول قضايا تتعلق بسياسات صرف العملة اليابانية.

وعند تسوية جلسة الخميس، كان الين قد سجل ارتفاعًا بنسبة 0.75%، في ثالث مكسب يومي على التوالي، بدعم من زيادة الإقبال على الملاذات الآمنة بعد سلسلة بيانات اقتصادية أمريكية سلبية.

أداء بقية العملات الآسيوية: مكاسب محدودة

رغم الأداء الإيجابي العام، ظلت مكاسب العملات الآسيوية محدودة نتيجة استمرار الضغوط التضخمية المرتبطة بالتعريفات الجمركية.

وسجلت بعض أزواج العملات تحركات على النحو التالي:

• الدولار الكوري الجنوبي (USD/KRW): تراجع بنسبة 0.3% بعد خسائر حادة في الجلسة السابقة.

• اليوان الصيني الخارجي (USD/CNH) والداخلي (USD/CNY): لم يشهدا تغيرات تذكر وظلا ضمن نطاقات ضيقة.

• الدولار السنغافوري (USD/SGD): انخفض بنسبة 0.2%.

• الروبية الهندية (USD/INR): تراجع بنسبة 0.1%.

• الدولار الأسترالي (AUD/USD): ارتفع بنسبة 0.3% خلال تعاملات الجمعة.

الجنيه الإسترليني يواصل الصعود

ارتفع الجنيه الإسترليني مع افتتاح السوق الأوروبية اليوم مقابل سلة من العملات العالمية، مسجلًا ثاني مكسب يومي على التوالي أمام الدولار الأمريكي، وسط توقعات بتأجيل أي خفض لأسعار الفائدة في بريطانيا بعد صدور بيانات اقتصادية إيجابية.

وأظهرت البيانات أن الاقتصاد البريطاني نما بأسرع وتيرة في عام خلال الربع الأول من 2025، مما يزيد الضغط على بنك إنجلترا بشأن اتخاذ قرار خفض الفائدة في يونيو المقبل.

سعر صرف الجنيه الاسترليني

• ارتفع الجنيه مقابل الدولار بنسبة 0.15% إلى 1.3319 دولار، من سعر افتتاح بلغ 1.3300 دولار، بعد أن سجل أدنى مستوى عند 1.3299 دولار.

• في جلسة الخميس، حقق الجنيه ارتفاعًا بنسبة 0.35%، في ثاني مكسب له خلال آخر ثلاثة أيام.

• مع اقتراب نهاية الأسبوع، ارتفع الجنيه بنسبة 0.25% مقابل الدولار الأمريكي، ما يضعه على مسار تحقيق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي.

نظرة مستقبلية

رغم الأداء الإيجابي للعديد من العملات الآسيوية، فإن التقلبات الاقتصادية العالمية لا تزال تفرض حالة من الحذر في الأسواق، خاصة في ظل استمرار المخاوف من تداعيات الرسوم الجمركية، وتباين مؤشرات النمو في أكبر الاقتصادات العالمية.

ويتابع المستثمرون عن كثب التطورات في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والدول الآسيوية، وتحركات البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها مجلس الاحتياطي الفيدرالي وبنك اليابان وبنك إنجلترا، لتحديد الاتجاهات المستقبلية لأسعار الصرف وسياسات الفائدة.