- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار يهبط مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية وتصاعد الغموض التجاري عالميًا
الدولار يهبط مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية وتصاعد الغموض التجاري عالميًا

شهد الدولار الأميركي تراجعًا ملحوظًا يوم الخميس في ظل تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيقوم بخفض أسعار الفائدة خلال هذا العام، وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، خاصةً فيما يتعلق بالمفاوضات التجارية الأميركية مع عدة دول.
هذا التراجع رافقه صعود لافت لليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني، إلى جانب تحركات ملموسة في عملات أخرى كالفرنك السويسري والدولار الأسترالي والنيوزيلندي.
تصريحات ترامب تثير الغموض بشأن مستقبل السياسة التجارية
أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريحات هامة يوم الأربعاء أعرب فيها عن استعداده لتمديد مهلة تنتهي في 8 يوليو لإتمام المحادثات التجارية الجارية مع عدد من الدول. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة تعتزم، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إرسال رسائل رسمية إلى عشرات الدول الأخرى تتضمن شروط الاتفاقات التجارية المقترحة.
هذه التصريحات جاءت استكمالاً لما أعلنه سابقًا وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، الذي أشار إلى احتمال تمديد مهلة التفاوض للدول التي تُظهر "نية حسنة" في التوصل إلى اتفاقات تجارية. تصريحات الإدارة الأميركية تعكس رغبة في خلق بيئة تفاوضية أكثر مرونة، إلا أن الأسواق المالية قرأتها على أنها دليل إضافي على الغموض الذي يكتنف السياسة التجارية الأميركية في المرحلة المقبلة.
تراجع المعنويات في الأسواق وضغوط على الدولار
ساهمت حالة عدم اليقين بشأن مصير التجارة العالمية، بالإضافة إلى غياب التفاصيل الكافية حول الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع، في تراجع المعنويات العامة في الأسواق المالية وقد دفع ذلك العديد من المستثمرين إلى تقليص تعرضهم للدولار، مما ساهم في تراجع العملة الأميركية على نطاق واسع.
وقال رودريغو كاتريل، كبير استراتيجيي العملات لدى بنك أستراليا الوطني، إن "من الصعب تحديد ما إذا كانت هناك خطة استراتيجية متماسكة خلف هذه التصريحات، إلا أن المنطق يشير إلى أن ترامب يحاول خلق شعور بالإلحاح في المفاوضات التجارية".
وأضاف كاتريل: "رغم هذا، فإن السوق تتسم بالحذر الشديد، وتخشى من احتمال تغيّر الصورة بشكل كبير خلال أسبوع أو أسبوعين فقط".
اليورو يرتفع إلى أعلى مستوى في 7 أسابيع
في ظل هذا التراجع للدولار، سجل اليورو مكاسب قوية وبلغ أعلى مستوياته في سبعة أسابيع خلال التعاملات المبكرة من الجلسة، قبل أن يقلص جزءًا من تلك المكاسب، ليستقر في أحدث تداولاته عند 1.1515 دولار.
كذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.34% ليصل إلى 1.3583 دولار، مستفيدًا من تراجع العملة الأميركية، ومن بعض التوجهات الإيجابية في السوق البريطانية.
أما الين الياباني فقد ارتفع بنسبة 0.4% إلى 143.95 ين مقابل الدولار، مستفيدًا من الإقبال المتزايد على العملات الآمنة في ظل تزايد الغموض الجيوسياسي.
مؤشر الدولار يسجل أدنى مستوياته منذ أبريل
انخفض الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية ليسجّل أضعف مستوياته منذ 22 أبريل. وبحلول الساعة 12:00 بتوقيت تركيا، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.41% ليصل إلى 98.20 نقطة، بعد أن كان قد سجل في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى له عند 99.2 نقطة.
كما تراجع الدولار بنسبة 0.44% مقابل الفرنك السويسري ليصل إلى 0.8169. وبالنسبة للعملات المرتبطة بالإقبال على المخاطرة، انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.12% إلى 0.6496 دولار أميركي، فيما ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.1% إلى 0.6033 دولار أميركي.
ضغوط إضافية على الدولار من بيانات التضخم الأميركية
ساهمت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الأربعاء في تعزيز الاتجاه الهبوطي للدولار، إذ أظهرت البيانات أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بأقل من المتوقع خلال شهر مايو.
وقد فُسّرت هذه الأرقام على أنها مؤشر على تباطؤ الضغوط التضخمية، مما دفع المستثمرين إلى زيادة رهاناتهم على أن البنك المركزي الأميركي قد يُقدم على خفض أسعار الفائدة بحلول شهر سبتمبر.
ويُنتظر اليوم صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين، التي ستكون بمثابة اختبار جديد لمعنويات السوق، وقد تؤكد أو تنفي الاتجاه الحالي المتشائم تجاه الدولار.
اليوان يسجل ارتفاعًا محدودًا وسط هشاشة الهدنة التجارية
على الجانب الآسيوي، ارتفع اليوان في التداولات الداخلية بنسبة 0.2% ليصل إلى 7.1810 للدولار، لكن مكاسبه بقيت محدودة نتيجة استمرار الهشاشة التي تطغى على الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ولا يزال المستثمرون يترقبون مدى التزام الطرفين بالاتفاق الإطاري، ومدى إمكانية تطور المحادثات إلى اتفاق شامل وطويل الأجل.
اليورو يواصل مكاسبه مدعومًا بتراجع الدولار وتدفقات المستثمرين
احتفظ اليورو بمكاسبه القوية يوم الخميس، بعدما سجل ارتفاعًا أمام معظم العملات الأخرى في الجلسة السابقة. ومقابل العملة اليابانية، استقرت العملة الموحدة عند 165.77 ين في أحدث التعاملات، بعد أن وصلت في وقت سابق من الجلسة إلى أعلى مستوياتها منذ أكتوبر عند 166.42 ين.
كما صعد اليورو بنسبة 0.33% مقابل الدولار الأسترالي، مواصلًا مكاسب الجلسة السابقة التي بلغت 0.9%. وبلغ أعلى مستوياته في شهر واحد أمام الجنيه الإسترليني عند 84.88 بنس خلال الليل.
ومن الجدير بالذكر أن اليورو سجل ارتفاعًا يقارب 11% منذ بداية العام وحتى الآن، مدعومًا بتراجع الدولار الأميركي، وكذلك بإقبال المستثمرين على ضخ أموالهم في الأسواق الأوروبية كبديل استراتيجي للسوق الأميركية التي أصبحت تعاني من تقلبات سياسية وتجارية متزايدة.
خلاصة: ضغوط متعددة تواجه الدولار ومؤشرات السوق ترقب تحولات السياسة النقدية
بشكل عام، يبدو أن الدولار الأميركي يواجه ضغوطًا متزايدة على عدة جبهات، بدءًا من التوقعات بخفض أسعار الفائدة، مرورًا بعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل العلاقات التجارية الأميركية مع شركائها الدوليين، ووصولًا إلى البيانات الاقتصادية التي بدأت تعكس تباطؤًا في التضخم، مما يدفع المستثمرين إلى إعادة حساباتهم بشأن السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي.
وفي هذا السياق، تبقى أعين الأسواق معلقة على أي مؤشرات جديدة من الفيدرالي الأميركي أو من البيت الأبيض بشأن السياسة التجارية، فضلًا عن ترقبهم لبيانات اقتصادية إضافية قد تعزز أو تنفي هذا الاتجاه الهبوطي للدولار في الأجل القريب.