تراجع الين الياباني بقوة بعد استقالة رئيس الوزراء إيشيبا وتصاعد الغموض السياسي

شهد الين الياباني تراجعًا واسعًا في تعاملات السوق الآسيوية يوم الاثنين مع بداية الأسبوع، متأثرًا بموجة بيع قوية عقب إعلان رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا استقالته من منصبه ومن رئاسة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، في خطوة زادت من حالة الضبابية السياسية والاقتصادية في رابع أكبر اقتصاد في العالم.

أداء الين الياباني اليوم

• ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين بنسبة 0.85% ليصل إلى 148.58 ينًا، مقارنة بإغلاق يوم الجمعة عند 147.35 ينًا.

• سجّل الدولار أدنى مستوى له خلال تعاملات اليوم عند 147.91 ينًا.

• على الجانب الآخر، كان الين قد أنهى تعاملات الجمعة مرتفعًا بنحو 0.8% مقابل الدولار، عند مستوى 146.82 ينًا، مدعومًا بصدور بيانات أمريكية ضعيفة عززت التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة مرتين على الأقل قبل نهاية العام الجاري.

استقالة إيشيبا: أسباب وتداعيات

أعلن إيشيبا استقالته في مؤتمر صحفي يوم الأحد بعد سلسلة من الخسائر الانتخابية الموجعة التي تكبّدها الحزب الديمقراطي الليبرالي، ما أدى إلى فقدانه للأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.

وأوضح رئيس الوزراء المستقيل أن اختياره لهذا التوقيت جاء بعد توقيع اتفاقية خفض الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، واصفًا إياها بـ "الإنجاز الوطني"، معتبرًا أن الوقت قد حان لتمرير القيادة إلى جيل جديد.

مرحلة من الغموض السياسي

يدخل المشهد السياسي الياباني الآن مرحلة حساسة، حيث من المتوقع أن تشهد البلاد فترة من عدم الاستقرار وسط تحديات اقتصادية داخلية وضغوط خارجية، تشمل:

• ارتفاع تكاليف المعيشة والطاقة.

• تصاعد التوترات الإقليمية في آسيا.

• انعكاسات التطورات المالية العالمية على الأسواق المحلية.

إيشيبا سيواصل مهامه مؤقتًا حتى انتخاب زعيم جديد للحزب الديمقراطي الليبرالي، فيما تشير التقارير إلى أن انتخابات القيادة ستُعقد في أكتوبر المقبل.

المرشحون لخلافة إيشيبا

السباق على زعامة الحزب يبدو مفتوحًا على مصراعيه، حيث برزت عدة أسماء كأبرز المرشحين، من بينهم:

• ساناي تاكايشي: معروفة بتوجهاتها المؤيدة للتيسير النقدي وانتقادها لرفع أسعار الفائدة.

• شينجيرو كويزومي: نجل رئيس الوزراء الأسبق جونيتشيرو كويزومي، ويتمتع بشعبية شبابية.

• يوشيماسا هاياشي: وزير الخارجية السابق وصاحب خبرة سياسية واسعة.

آراء الخبراء والمحللين

• قالت كارول كونغ، محللة العملات في بنك "كومنولث أوف أستراليا"، إن الأسواق تخشى أن يتجه الزعيم المقبل إلى مزيد من التوسع المالي، ما سيُبقي الين تحت ضغط على المدى القريب.

• أما تشـارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو بنك"، فأوضح أن افتقار الحزب الحاكم للأغلبية يجعل المستثمرين في حالة ترقّب حذر، وهو ما يرفع من مستويات التقلب في أسواق العملات والسندات والأسهم اليابانية.

• وأضاف أن المرحلة المقبلة قد تشهد انخفاضًا إضافيًا في قيمة الين، وارتفاعًا في عوائد السندات الحكومية، مع استمرار التذبذب في أسواق الأسهم حتى تتضح ملامح القيادة الجديدة.

• في السياق ذاته، رأى هيروفومي سوزوكي، كبير استراتيجيي العملات في بنك SMBC، أن بنك اليابان سيظل في حالة انتظار وترقب خلال سبتمبر، مرجحًا استبعاد أي رفع إضافي للفائدة في الوقت الراهن.

خلاصة

تفتح استقالة إيشيبا الباب أمام مرحلة جديدة من الغموض السياسي والاقتصادي في اليابان، مع ترقب داخلي وخارجي لمن سيقود الحزب الديمقراطي الليبرالي في الفترة المقبلة. وبينما تترقب الأسواق هوية القائد الجديد، يبقى الين الياباني عرضة لضغوط بيع قوية، وسط مخاوف من سياسات توسعية قد تُضعف العملة أكثر وتزيد من تقلبات الأصول المالية.