- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار يرتفع بدعم من تفاؤل بمحادثات التجارة بين واشنطن وبكين والجنيه الإسترليني يتراجع
الدولار يرتفع بدعم من تفاؤل بمحادثات التجارة بين واشنطن وبكين والجنيه الإسترليني يتراجع

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات يوم الثلاثاء، مدعومًا بموجة من التفاؤل المتجدد بشأن تقدم محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم.
وفي المقابل، تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار بعد صدور بيانات بريطانية أظهرت تدهورًا في سوق العمل، ما عزز التوقعات بمزيد من التيسير النقدي من قبل بنك إنجلترا. كما سجل اليورو والين واليوان تحركات متباينة في ظل استمرار حالة الترقب التي تسيطر على المستثمرين.
أداء الدولار الأمريكي اليوم
في تمام الساعة 11:05 صباحًا بتوقيت السعودية، ارتفع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.3% ليصل إلى مستوى 99.210، متعافيًا من أدنى مستوياته في ستة أسابيع التي لامسها الأسبوع الماضي.
وجاء هذا الصعود مدفوعًا بإشارات إيجابية صادرة عن الجولة الحالية من محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تجري في العاصمة البريطانية لندن، حيث استمرت المباحثات لليوم الثاني على التوالي، مما أذكى الآمال بقرب التوصل إلى تهدئة حقيقية للتوترات التجارية بين الجانبين.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد صرح يوم الإثنين أن المحادثات "تسير بشكل جيد"، مؤكدًا تلقيه "تقارير جيدة فقط" من فريقه المفاوض، ما عزز المعنويات في الأسواق ودفع المستثمرين إلى الرهان على المزيد من الاستقرار التجاري الذي من شأنه أن ينعكس إيجابًا على العملة الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات في وقت حرج لكلا الاقتصادين، حيث تظهر المؤشرات الاقتصادية ضغوطًا واضحة ناتجة عن سنوات من تبادل الرسوم الجمركية والعقوبات، خاصةً في ظل انتقال النزاع مؤخرًا إلى مجالات أكثر حساسية مثل المعادن النادرة.
ووفقًا لمحللي مجموعة "ING"، فإن مؤشر الدولار يبدو محصورًا ضمن نطاق تداول ضيق بين 98.80 و99.40، لكنهم أشاروا إلى أن أي أخبار إيجابية قادمة من محادثات التجارة بين واشنطن وبكين من شأنها أن تعطي دفعة قوية للعملة الأمريكية في البيئة الاقتصادية الراهنة.
أداء الجنيه الإسترليني اليوم
في المقابل، سجل الجنيه الإسترليني تراجعًا واضحًا أمام الدولار الأمريكي، حيث انخفض زوج الجنيه/الدولار بنسبة 0.6% ليصل إلى مستوى 1.3472، بعد صدور بيانات بريطانية جاءت دون التوقعات وعززت المخاوف من تباطؤ اقتصادي أوسع.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.6% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل، مقارنة بنسبة 4.5% في الفترة السابقة، وهو ما يتماشى مع توقعات المحللين، إلا أنه يعكس استمرار ضعف سوق العمل.
من جهة أخرى، سجل نمو الأجور تباطؤًا غير متوقع، حيث ارتفعت الأجور بنسبة 5.2% فقط على أساس سنوي خلال نفس الفترة، وهو أبطأ معدل نمو منذ الربع الثالث من عام 2024، وأقل من التقديرات السابقة.
هذا التباطؤ في الأجور، إلى جانب ارتفاع معدل البطالة، يزيد من التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يضطر إلى مواصلة سياسة خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، من أجل دعم الاقتصاد المتباطئ وتفادي الدخول في ركود محتمل.
وقال محللو "ING" في مذكرة تحليلية:
"من الواضح أن البيانات الصادرة خلال الأشهر الماضية تتسم بطابع سلبي، وهو ما يدفعنا إلى ترجيح أن بنك إنجلترا سيواصل دورة التيسير النقدي، وإلا فإنه يخاطر بالتأخر عن الركب مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى."
اليورو يتراجع وسط مكاسب الدولار وتعليقات أوروبية حذرة
انخفض زوج اليورو/الدولار بنسبة 0.3% ليصل إلى 1.1395، متأثرًا بارتفاع الدولار الأمريكي من جهة، وباستمرار تفاعل الأسواق مع تعليقات مسؤولي البنك المركزي الأوروبي من جهة أخرى، وذلك بعد قرار خفض سعر الفائدة الأسبوع الماضي.
وفي تصريحات أدلى بها لهيئة الإذاعة النمساوية ORF، قال روبرت هولزمان، أحد صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي، إن الوقف المؤقت لخفض أسعار الفائدة قد يستمر لفترة طويلة، ما لم تتدهور البيانات الاقتصادية بشكل ملموس، وفي تلك الحالة قد يضطر المركزي الأوروبي إلى تنفيذ المزيد من التخفيضات هذا العام.
وبحسب "ING"، فإن زوج اليورو/الدولار من المرجح أن يظل ضمن نطاق تداول محدود بين 1.1370 و1.1430 خلال اليوم، في ظل توازن نسبي بين المخاطر الصعودية والهبوطية.
الين الياباني واليوان الصيني يتحركان بحذر وسط الترقب الآسيوي
في الأسواق الآسيوية، سجل زوج الدولار الأمريكي - الين الياباني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 144.69، مع بقاء الين شبه مستقر على الرغم من تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا، الذي أكد استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة بشكل أكبر عندما يستقر معدل التضخم الأساسي عند هدف 2%.
أما في الصين، فقد ارتفع الدولار أمام اليوان بنسبة 0.1% ليصل إلى 7.1883، حيث ظلت الأسواق الإقليمية تتسم بالحذر، مع تركيز المستثمرين على نتائج المحادثات التجارية بين بكين وواشنطن.
وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة، فإن المستثمرين الآسيويين لا يزالون في حالة ترقب حذر، إذ يفضلون انتظار نتائج ملموسة من المحادثات، بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات الإيجابية.
ختام: الأسواق تنتظر الحسم السياسي والاقتصادي
تؤكد تحركات العملات العالمية أن الأسواق المالية لا تزال تحت رحمة التوقعات الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية، حيث يلعب كل من تطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأداء الاقتصاد البريطاني، والسياسات النقدية الأوروبية والآسيوية، دورًا محوريًا في تحديد مسارات العملات.
ويُنتظر أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من الوضوح، لا سيما مع قرب صدور تقارير اقتصادية مهمة، وتزايد تصريحات صناع السياسات النقدية، وهو ما سيمنح المستثمرين مؤشرات أوضح على مستقبل السياسة النقدية عالمياً، وبالتالي مستقبل تحركات العملات.