- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- تراجع الدولار أمام الين بعد اتفاق تجاري جديد بين أميركا واليابان وتفاؤل واسع في الأسواق الآسيوية
تراجع الدولار أمام الين بعد اتفاق تجاري جديد بين أميركا واليابان وتفاؤل واسع في الأسواق الآسيوية

شهد الدولار الأميركي تراجعاً ملحوظاً أمام الين الياباني خلال تعاملات يوم الأربعاء، وسط أجواء من التفاؤل الحذر في الأسواق العالمية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع اليابان.
ويأتي هذا التراجع قبل موعد نهائي كان مقرراً لفرض رسوم جمركية جديدة، ما أضفى ارتياحاً نسبياً على أوساط المستثمرين وأثر على أداء العملات والأسهم في الأسواق العالمية.
أداء الين الياباني اليوم
تراجع الدولار الأميركي بنسبة 0.5% في الجلسة السابقة ليصل إلى مستوى 146.61 ين ياباني، بعد صدور خبر الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة واليابان.
أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، فقد استقر بالقرب من مستوى 97.430، بعد أن سجل انخفاضاً لثلاثة أيام متتالية، متراجعاً بنحو 6.6% منذ إعلان ترامب ما وصفه بـ«يوم التحرير» في 2 أبريل/نيسان، وهو اليوم الذي فرض فيه رسوماً جمركية على عدد من الشركاء التجاريين قبل أن يتم تعليق معظمها لاحقاً.
تفاصيل الاتفاق التجاري بين أميركا واليابان
وفقاً لما نشره ترامب على منصة "تروث سوشيال"، فقد تم الاتفاق على تحديد الرسوم الجمركية على واردات السيارات اليابانية بنسبة 15% بدلاً من 25%، ما يمثل تنازلاً كبيراً من الإدارة الأميركية.
كما تعهّدت اليابان باستثمار نحو 550 مليار دولار في الولايات المتحدة، ضمن اتفاق يشمل فتح الأسواق اليابانية أمام السيارات والشاحنات الأميركية، وكذلك منتجات زراعية تشمل الأرز وغيره من المحاصيل الأميركية.
وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الإدارة الحالية تضع أولوية على جودة الاتفاقات التجارية بدلاً من توقيتها، ملمحاً إلى احتمال تمديد الموعد النهائي لاتفاقات مماثلة مع دول أخرى إذا كانت المفاوضات تسير بشكل «بناء».
السياسة النقدية الأميركية تضغط على الدولار
من جانبه، صرح مايكل مكارثي، كبير المحللين في شركة "مومو أستراليا"، بأن ضعف الدولار يمثل سمة الافتتاح للأسواق، مشيراً إلى أن القلق والترقب حيال توجهات السياسة النقدية الأميركية يضيفان المزيد من الضغوط على العملة الأميركية، وهو ما ينعكس بدوره على سوق السندات بشكل واضح.
وأوضح مكارثي أن البيئة الضبابية التي تكتنف السياسات التجارية العالمية أدت إلى بقاء العملات الرئيسية ضمن نطاقات تداول ضيقة، رغم تسجيل الأسهم الأميركية مكاسب ملحوظة مؤخراً.
أداء العملات الأجنبية الأخرى
-
اليورو: بلغ 1.1739 دولار، منخفضاً بنسبة 0.1%.
-
الجنيه الإسترليني: استقر عند 1.35235 دولار.
-
الدولار الأسترالي: تم تداوله عند 0.6557 دولار.
-
الدولار النيوزيلندي: ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 0.60065 دولار.
سياسة الفيدرالي الأميركي
من النقاط التي زادت من توتر الأسواق، تصاعد المخاوف من احتمال تدخل سياسي مباشر في سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خصوصاً بعد الهجمات المتكررة من ترامب على رئيس المجلس، جيروم باول، ومطالبته له بالاستقالة نتيجة رفضه خفض أسعار الفائدة.
لكن وزير الخزانة بيسنت هدأ المخاوف، مشيراً إلى أنه لا توجد ضرورة لاستقالة فورية لباول، وأكد أن بإمكانه إكمال ولايته الحالية حتى مايو/أيار إذا رغب بذلك.
الأسواق الآسيوية ترتفع بدعم من صفقات تجارية جديدة
بالتزامن مع الاتفاق الأميركي الياباني، شهدت الأسواق الآسيوية الناشئة موجة من الارتفاعات بدعم من تفاؤل المستثمرين بإبرام صفقات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة.
-
مؤشر MSCI لأسهم آسيا الناشئة صعد بنسبة 1%، مسجلاً أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2021، مدعوماً بشكل أساسي بمكاسب قوية في مؤشر تايوان الرئيسي.
-
الأسهم التايلاندية قفزت بنسبة 2%، لتبلغ أعلى مستوى لها في شهرين.
-
مؤشرات إندونيسيا والفلبين ارتفعت بنسبة 0.7%.
-
أسهم سنغافورة واصلت ارتفاعها لليوم الثالث عشر على التوالي، محققة أطول سلسلة مكاسب في تاريخها.
وأعلنت الولايات المتحدة عن فرض تعريفة جمركية جديدة بنسبة 19% على الواردات من الفلبين، وهي نسبة أقل قليلاً من الـ20% التي كانت مهددة بها.
أما إندونيسيا، فقد توصلت إلى اتفاق جمركي مع واشنطن يشمل إلغاء الرسوم على أكثر من 99% من السلع الأميركية، مقابل خفض الرسوم الأميركية على المنتجات الإندونيسية من 32% إلى 19%.
تحركات قوية للعملات الآسيوية الناشئة
-
الوون الكوري الجنوبي والدولار التايواني: ارتفعا بنسبة 0.4%.
-
الروبية الإندونيسية، البات التايلاندي، الدولار السنغافوري، والرينجيت الماليزي: سجلت استقراراً نسبياً.
-
مؤشر MSCI لعملات الأسواق الناشئة العالمية: صعد إلى أعلى مستوياته في أسبوعين، مدفوعاً بتزايد شهية المستثمرين نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة.
خاتمة: هل بدأ الدولار يفقد زخمه؟
تراجع الدولار الأميركي في ضوء الاتفاقات التجارية الجديدة ومؤشرات على تحول في السياسة النقدية الأميركية، يعكس حالة من الترقب والقلق في الأسواق العالمية. وفي الوقت الذي يشهد فيه الين الياباني والعملات الآسيوية الناشئة دعماً من هذه التطورات، تبقى الأنظار على الفيدرالي الأميركي ومواقفه في المرحلة المقبلة، وسط ضغوط سياسية وتحديات اقتصادية دولية متصاعدة.