- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- غولدمان ساكس تتوقع انخفاضاً سعر الليرة التركية وتلمّح لتحولات مفصلية في أسواق العملات العالمية
غولدمان ساكس تتوقع انخفاضاً سعر الليرة التركية وتلمّح لتحولات مفصلية في أسواق العملات العالمية

أصدرت مؤسسة "غولدمان ساكس" تقريراً مفصلاً يعكس تحولات مرتقبة في أسواق العملات، حيث حذرت من ضعف مستقبلي محتمل في الدولار الأمريكي رغم الانتعاش التكتيكي الأخير، وتوقعت انخفاضات متدرجة في الليرة التركية مقابل الدولار في الأشهر المقبلة، إلى جانب سيناريوهات معقدة تخص الين الياباني، والجنيه الإسترليني، والدولار الأسترالي، وسط توازن جديد في السياسات النقدية العالمية.
توقعات الدولار الأمريكي
رغم صعود الدولار الأمريكي بنسبة 1.7% في شهر يوليو بعد هبوط بنحو 12% في الأشهر الستة الأولى من العام، ترى "غولدمان ساكس" أن هذه القوة لا تعكس تحسناً هيكلياً، بل مجرد انتعاش تكتيكي معرض للانعكاس.
وتعزو المؤسسة هذه القوة المؤقتة إلى تجدد تفوق الأصول الأمريكية، ولكنها تحذر في الوقت نفسه من أن هذا الأداء يشكل "أكبر تهديد" لرؤيتها السلبية طويلة المدى تجاه الدولار.
وتُبرز المؤسسة الاستثمارية أن توازن العوائد العالمية سيدفع تدريجياً إلى تنويع المحافظ بعيداً عن الأصول الأمريكية، خصوصاً في ظل تصاعد عدم اليقين السياسي والاقتصادي.
وأكد الاستراتيجيون بقيادة كاماكشيا تريفيدي أن رد فعل الدولار على أخبار التعريفات الجمركية لم يتغير بشكل دائم، مشيرين إلى أن التحركات السلبية الأكبر للدولار كانت تأتي عادة بعد تنفيذ الإجراءات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما يشير إلى تراجع فعالية الدولار كملاذ آمن في ظل الحروب التجارية.
تقلبات القيادة في الاحتياطي الفيدرالي
أشارت "غولدمان ساكس" إلى أن احتمال التغييرات في قيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي شكّل دافعاً إضافياً لإعادة النظر في المخصصات الأجنبية داخل الأصول الأمريكية، ما يُضعف من الثقة بالدولار رغم الأداء القوي للأسهم.
وترى المؤسسة أن علاقات الارتباط غير المستقرة بين الدولار والأسواق المالية تدفع إلى تحركات تحوطية أكبر، وأن الأسواق لم تستوعب بعد بالكامل أثر تحول السياسات النقدية المقبلة.
فيما يتعلق بالتضخم، قدمت "غولدمان ساكس" قراءة مختلفة، معتبرة أن تمرير التعريفات الجمركية بشكل أكثر ثباتاً يقابله ضغط أسعار أكثر ليونة في مناطق أخرى، مما يُعزز احتمال قيام الفيدرالي بخفض احترازي لأسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
توقعات سعر الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي
في تحول لافت، قامت "غولدمان ساكس" بتحديث توقعاتها لمسار الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، في ضوء البيئة النقدية الحالية. وأشارت إلى أن الليرة لا تزال توفر عوائد مستقرة من عمليات تجارة المراجحة (Carry Trade)، لكنها تفقد جاذبيتها تدريجياً قبيل التخفيضات المنتظرة في أسعار الفائدة.
وسجلت الليرة التركية انخفاضاً شهرياً منتظماً بين 1.5% إلى 2% في الأشهر الأخيرة، وهو ما حافظ على العائد الإجمالي لمراكز البيع في زوج الدولار/الليرة بالقرب من 1% شهرياً، ما يعكس ضعفاً في جاذبية الاستراتيجيات قصيرة الأجل.
ورغم هذا الاستقرار النسبي، تتوقع "غولدمان ساكس" أن يُقدم البنك المركزي التركي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 350 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، وصولاً إلى 43%، وهو ما يتجاوز التوقعات الإجماعية للأسواق والتي تشير إلى خفض بـ250 نقطة فقط.
وبناءً على هذا السيناريو، حدثت المؤسسة توقعاتها لزوج الدولار الأمريكي/الليرة التركية لتصبح على النحو التالي:
-
42 ليرة خلال 3 أشهر
-
44 ليرة خلال 6 أشهر
-
48 ليرة خلال 12 شهراً
وكانت التوقعات السابقة تشير إلى 41، و43، و45 ليرة على التوالي، ما يعكس زيادة واضحة في مستوى الهبوط المتوقع للعملة التركية.
ورغم هذا التعديل السلبي، ترى المؤسسة أن انخفاض مخاطر العجز الخارجي يعد تطوراً إيجابياً يدعم استقراراً نسبياً في الليرة ويقلل من فرص حصول تراجع حاد ومفاجئ في قيمتها.
لكن بالمقابل، لم تعد الليرة، في نظر "غولدمان ساكس"، توفر فرصة استثنائية لتجارة المراجحة كما في السابق، ما يجعلها أقل جذباً للمستثمرين الأجانب الباحثين عن عوائد عالية بتقلب منخفض.
توقعات الين الياباني أمام الدولار
تحذر "غولدمان ساكس" من أن الارتفاع الأخير في زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني يتجاوز ما تبرره الأساسيات الاقتصادية، ما يعكس المراكز المفرطة في بيع الين.
هذا الوضع يفتح المجال لاحتمال انعكاس سريع في الاتجاه، خصوصاً في حال حافظ الائتلاف الحاكم في اليابان على أغلبيته أو تعرض لخسارة طفيفة فقط في الانتخابات المقبلة.
لكن في حال خسارة كاسحة للائتلاف الحاكم، قد يواصل زوج الدولار/الين ارتفاعه، خاصة إذا قاد ذلك إلى عمليات بيع واسعة في السندات الحكومية اليابانية طويلة الأجل، ما يرفع العوائد العالمية.
ترى "غولدمان ساكس" أن المخاطر تميل لصالح انتعاش الين الياباني بعد الانتخابات، حيث ستعود العوامل الاقتصادية الكبرى إلى الواجهة. كما تشير المؤسسة إلى أن تيسير السياسة النقدية من جانب الفيدرالي قد يحدث بعمق وأسرع مما تتوقعه الأسواق، ما يجعل الين مرشحاً للاستفادة من هذا السيناريو.
توقعات الجنيه الإسترليني أمام الدولار
رغم تحسن بيانات التضخم وسوق العمل في المملكة المتحدة مؤخراً، فإن "غولدمان ساكس" لا تزال متمسكة بنظرتها السلبية للجنيه الإسترليني على المدى المتوسط، لا سيما مقابل اليورو.
وترى المؤسسة أن تقييمات الجنيه أصبحت مرتفعة بشكل غير مبرر، كما أن الفرضية بأن سعر الفائدة النهائي لبنك إنجلترا سيكون أقل من تسعير السوق الحالي، تمثل عنصراً ضاغطاً على العملة.
وأشارت إلى أن الأداء القوي للإسترليني مؤخراً جاء نتيجة ارتفاع العوائد على السندات البريطانية طويلة الأجل، وليس نتيجة فروق أسعار الفائدة الحقيقية.
ومع توقعات المؤسسة بأن تنخفض علاوة المخاطر المالية تدريجياً خلال الصيف – بسبب غياب أخبار مالية كبيرة حتى إعلان ميزانية الخريف – فمن المتوقع أن يتراجع الدعم للإسترليني، خاصة مقابل العملات الأوروبية.
بناءً عليه، توصي "غولدمان ساكس" بانتظار تراجع العلاوة المالية المرتفعة قبل فتح مراكز بيع جديدة على الإسترليني مقابل العملات الأوروبية. لكنها تعتبر البيع مقابل الدولار الأمريكي أقل جاذبية حالياً.
كما تم تأجيل توقعات خفض الفائدة من بنك إنجلترا من سبتمبر إلى نوفمبر، ما يعني تأخير الانخفاض المنتظر للإسترليني لبضعة أشهر.
توقعات الدولار الأسترالي أمام الأمريكي
تشير توقعات "غولدمان ساكس" إلى أن البنك المركزي الأسترالي سيقوم بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أغسطس، يتبعها خفض مماثل في نوفمبر وفبراير، في ظل تراجع التشدد في سوق العمل وضعف مساهمته في تضخم الأجور.
ورغم أن المركزي الأسترالي استخدم التضخم كمبرر لتثبيت الفائدة في يوليو، فإن بيانات التوظيف الأخيرة تشير إلى أن السوق أقل تشدداً مما كان يُعتقد، ما يعزز فرص التيسير.
وتُشير "غولدمان ساكس" إلى أن البنك المركزي الأسترالي فاجأ الأسواق بقراراته هذا العام ضعف ما حدث خلال العقد الماضي، ما يزيد من حالة عدم اليقين.
ورغم احتمال أن تؤدي تخفيضات الفائدة إلى مزيد من الضغوط الهبوطية على الدولار الأسترالي مقابل نظيره الأمريكي، فإن "غولدمان ساكس" تعتقد أن مزاج المخاطرة العالمي وتحركات الدولار الأمريكي سيكون لهما التأثير الأكبر على الزوج.
ومع بدء الفيدرالي الأمريكي المتوقع لتخفيضات الفائدة في سبتمبر، يجب أن يوفر ذلك دعماً متوسط الأجل للدولار الأسترالي، رغم استمرار التحديات قصيرة الأجل.
خلاصة: بيئة نقدية متغيرة وسيناريوهات معقدة للعملات الرئيسية
تشير تحليلات "غولدمان ساكس" إلى أننا نعيش مرحلة إعادة ضبط للسياسات النقدية العالمية، تتخللها تحركات مضادة قصيرة الأجل وتقلبات في استجابة الأسواق للبيانات.
-
الدولار الأمريكي يبدو قوياً حالياً، لكنه عرضة لانعكاسات مفاجئة.
-
الليرة التركية تتجه تدريجياً نحو مستويات أدنى مع تباطؤ عوائد تجارة المراجحة.
-
الين الياباني قد يستعيد قوته بعد الانتخابات إذا استقرت الظروف السياسية.
-
الجنيه الإسترليني يعيش دعماً مؤقتاً، يتوقع زواله في أواخر الصيف.
-
الدولار الأسترالي قد يشهد ضغوطاً إضافية، ولكن تخفيف الفيدرالي المنتظر قد يخفف حدة الهبوط.
في بيئة عالمية تتسم بتباطؤ النمو وتغيّرات مستمرة في السياسات النقدية، تبدو استراتيجيات التحوط وتنويع العملات أكثر أهمية من أي وقت مضى.