- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار الأسترالي يقفز إلى أعلى مستوى في 3 أشهر بدعم من سياسة البنك المركزي
الدولار الأسترالي يقفز إلى أعلى مستوى في 3 أشهر بدعم من سياسة البنك المركزي

شهد الدولار الأسترالي ارتفاعًا لافتًا خلال تداولات السوق الآسيوية يوم الثلاثاء، حيث سجل أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر أمام الدولار الأميركي، مستأنفًا المسار الصعودي القوي الذي اتسمت به تداولاته خلال الفترة الأخيرة.
وجاء هذا الارتفاع بعد توقف مؤقت لجني الأرباح في الجلسة السابقة، في مشهد يعكس استمرار الطلب القوي على العملة الأسترالية التي أصبحت تُصنّف كأحد أبرز الفرص الاستثمارية في سوق العملات الأجنبية خلال هذه الفترة.
هذا الأداء المتماسك ليس حركة عابرة، بل نتيجة مجموعة من التطورات الاقتصادية والسياسات النقدية التي عززت من جاذبية الدولار الأسترالي، وفي مقدمتها قرار بنك الاحتياطي الأسترالي بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع توجيه رسائل واضحة تفيد باستمرار الضغوط التضخمية، في وقت يراقب فيه المستثمرون بعناية مسار التوقعات الخاصة باجتماع البنك الفيدرالي الأميركي.
أداء الدولار الأسترالي اليوم
أعلن بنك الاحتياطي الأسترالي خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية عن إبقاء سعر الفائدة الرئيسي عند مستوى 3.60% دون تغيير وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يختار فيها البنك الإبقاء على معدل الفائدة دون تعديل، وهو قرار جاء منسجمًا مع توقعات الأسواق والمحللين.
لكن ما ميز هذا الاجتماع لم يكن مجرد التثبيت، بل نبرة البنك التي جاءت مشبعة بالحذر ومائلة نحو التشديد، حيث أكد أن مخاطر التضخم لا تزال مرتفعة وأن تراجعها خلال العام الماضي لا يعني انتهاء التحديات، خصوصًا مع عودة الضغوط السعرية للظهور في عدة قطاعات داخل الاقتصاد الأسترالي.
أسعار الفائدة في أستراليا
قرر بنك الاحتياط الأسترالي (المركزي) اليوم الثلاثاء الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسية دون تغيير للمرة الثالثة على التوالي.
وأعلن البنك بعد اجتماع لجنة السياسة النقدية استمرار سعر الفائدة عند مستوى 3.60% دون تغيير، وهو ما كان متفقاً مع أغلب التوقعات.
في الوقت نفسه تتوقع الأسواق اتجاه "البنك المركزي" نحو زيادة سعر الفائدة في الشهور المقبلة، في ظل ارتفاع معدل التضخم والإنفاق الاستهلاكي في أستراليا عن التوقعات، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
كانت آخر مرة غير فيها "البنك المركزي" أسعار الفائدة في أغسطس/آب الماضي عندما خفضها بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.60%.
وفقًا لبيان البنك، فإن الأسعار بقيت عند مستوياتها الحالية لأن:
-
التضخم تراجع عن ذروته في 2022 لكنه عاد للارتفاع مؤخرًا.
-
هناك علامات انتشار لضغوط الأسعار في قطاعات متعددة.
-
النشاط الاقتصادي ما يزال يتعافى بوتيرة جيدة، مدفوعًا بزيادة الطلب الخاص والاستثمار.
-
سوق الإسكان يظهر تعافيًا مستمرًا.
-
تأثيرات خفض الفائدة السابقة لم تظهر كاملة بعد.
وفي ظل هذه العوامل، رجّح البنك أن معالجة التضخم تتطلب المزيد من الوقت والمراقبة الدقيقة وقدمت محافظ البنك ميشيل بولوك مجموعة من التصريحات الدقيقة التي أضاءت على خلفية القرار، وأكدت أن:
-
البنك لم يناقش إطلاقًا خفض الفائدة أو رفعها، وأن خيار “الإبقاء” كان الوحيد المطروح.
-
بيانات التضخم الأخيرة كانت مرتفعة ماديًا عن التوقعات، ما يشير إلى استمرار الضغوط السعرية.
-
السياسة النقدية المستقبلية ستكون مرتبطة بالبيانات المتعلقة بالتضخم وسلوك الطلب المحلي وسوق العمل.
-
سعر الفائدة الحالي “قليل التقييد”، وأن أثر قرارات خفض الفائدة السابقة لم يظهر بالكامل.
-
التريث ضروري قبل اعتماد أي مسار جديد في ماراثون مكافحة التضخم.
هذه التصريحات جاءت داعمة لتوقعات الأسواق بشأن احتمال تشدد البنك في المرحلة المقبلة إذا واصل التضخم الصعود.
توقعات الأسواق… 2026 قد تحمل تحركًا جديدًا في السياسة النقدية
ترجّح الأسواق أن تبقى أسعار الفائدة الأسترالية مستقرة لمدة طويلة خلال 2026، إلا إذا طرأت مفاجآت على بيانات التضخم أو النمو.
ويرى محللون أن احتمال رفع الفائدة في فبراير 2026 مطروح إذا حافظ التضخم على وتيرته الحالية، لكن احتمالات هذا السيناريو ما تزال دون 50%، وهي قابلة للتغير بناءً على البيانات القادمة المتعلقة بمؤشرات التضخم، البطالة، ومستويات الأجور.
سعر صرف الدولار الأسترالي
سجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 0.6649، وهو أعلى مستوى منذ 18 سبتمبر، مقارنة بسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 0.6621، بينما لامس أدنى مستوى خلال الجلسة عند 0.6608.
وكانت العملة الأسترالية قد أنهت جلسة الاثنين متراجعة بنسبة 0.25% في أول خسارة لها خلال خمسة أيام، وذلك ضمن حركة صحية لجني الأرباح بعد موجة صعود قوية.
مشهد العملات الآسيوي والعالمي
الين الياباني… استفادة من الزلزال ودعم طلبات السندات
في آسيا، ارتفع الين الياباني بنسبة 0.1% إلى 155.82 ين للدولار. وجاء هذا الصعود بعد الزلزال الذي ضرب شمال شرق اليابان بقوة 7.5 درجة، ما دفع المستثمرين للجوء نحو الأصول الآمنة تحسبًا لأي اضطرابات محتملة في سلاسل التوريد.
كما تلقى الين دعمًا من طلب قوي في مزاد السندات الحكومية لأجل 5 سنوات، الأمر الذي يعكس ثقة مستمرة في أدوات الدين اليابانية.
تسود الأسواق حالة من الحذر مع بدء العد التنازلي لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والذي تتوقع الأسواق أن يشهد خفضًا للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
تشير بيانات CME FedWatch إلى احتمال يبلغ 89.4% بخفض الفائدة، وهو ما جعل الأسواق تتخذ موقع المراقب انتظارًا لما سيصدر عن البنك من رسائل إضافية حول مسار السياسة النقدية لعام 2026.
أما مؤشر الدولار الأميركي فقد استقر عند 99.041 نقطة، بينما بقي العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.17%.
تحركات العملات العالمية الأخرى
-
اليورو: استقرار بعد تراجعات، وسط تصريحات من البنك المركزي الأوروبي ترجّح أن الخطوة المقبلة قد تكون رفعًا للفائدة، لكن دون تحديد جدول زمني.
-
اليوان الصيني: ارتفاع بنسبة 0.1% إلى 7.0684 للدولار، رغم غياب أي نية حكومية لإطلاق حوافز كبيرة.
-
الجنيه الإسترليني: صعود محدود بنسبة 0.1% إلى 1.3328 دولار.
-
الدولار النيوزيلندي: ارتفاع بنسبة 0.2% إلى 0.5786 دولار.
العملات الرقمية: تراجع بعد موجة صعود قوية
سجلت الأصول الرقمية تراجعات لافتة:
-
البيتكوين انخفض بنسبة 1.5% إلى 89,946 دولارًا.
-
الإيثر تراجع بنسبة 1.6% إلى 3,097 دولارات.
هذه التراجعات جاءت كتصحيح بعد مكاسب قوية في الأيام السابقة بالتزامن مع تراجع شهية المخاطرة عالميًا.
التحليل الفني المختصر لزوج AUD/USD
يتداول زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر عند نطاق 0.6640 – 0.6650، مدعومًا بزخم صعودي قوي بعد اختراق مقاومة محورية عند 0.6600، والتي تحولت الآن إلى دعم مهم.
المستويات الفنية الحالية
-
الدعم الأول: 0.6600
-
الدعم الثاني: 0.6555
-
المقاومة الأولى: 0.6680
-
المقاومة الثانية: 0.6720
الاتجاه العام
الزوج يتحرك في قناة صاعدة قصيرة المدى، مع ثبات التداول فوق 0.6600 مما يدعم استمرار السيناريو الإيجابي.
المؤشرات الفنية
-
مؤشر القوة النسبية RSI يتحرك في المنطقة الإيجابية فوق مستوى 60، ما يعكس سيطرة المشترين.
-
المتوسط المتحرك 50 يوم يدعم السعر من الأسفل ويؤكد استقرار الاتجاه الصاعد.
السيناريو المتوقع
طالما بقي الزوج فوق 0.6600، فمن المرجّح استمرار الصعود باتجاه 0.6680 ثم 0.6720.
أما كسر مستوى 0.6600 فسيضغط على السعر نحو 0.6555 كحد أدنى للتصحيح.
خلاصة
الدولار الأسترالي يعيش لحظة قوة واضحة مدعومة بتوازن حساس في السياسة النقدية، وضغوط تضخم مستمرة، وانتعاش اقتصادي داخلي، إضافة إلى ترقب عالمي لقرارات الفيدرالي يمكن أن يعيد تشكيل مشهد العملات خلال الأشهر المقبلة.
وفي ظل هذه العوامل، تبقى تحركات السوق مرهونة بالبيانات القادمة خصوصًا تلك المتعلقة بالتضخم، والتي ستحدد بشكل كبير مسار الفائدة الأسترالية طوال 2026.
