- الرئيسية
- الأخبار
- أخبار العملات والعملات الرقمية
- الدولار يتراجع لأدنى مستوياته منذ سنوات وسط تصاعد التوترات التجارية وتهديدات ترامب الجمركية
الدولار يتراجع لأدنى مستوياته منذ سنوات وسط تصاعد التوترات التجارية وتهديدات ترامب الجمركية

شهد الدولار الأميركي تراجعاً ملحوظاً إلى أدنى مستوياته منذ سنوات أمام عدد من العملات الرئيسية، في سياق توترات تجارية محتدمة مع اقتراب انتهاء مهلة الإعفاء المؤقت من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والمعروفة باسم «رسوم يوم التحرير».
ومن المقرر أن ينتهي العمل بهذه الإعفاءات يوم الأربعاء المقبل، ما يثير حالة من القلق في الأسواق العالمية ويزيد من الضغوط على العملة الأميركية.
تهديدات بزيادة الرسوم الجمركية ابتداءً من أغسطس
ووفقاً للتطورات المعلنة، ينتظر أن تطال زيادات كبيرة في الرسوم الجمركية غالبية الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بدءاً من الأول من أغسطس/آب المقبل.
وقد أكد ترامب يوم الأحد عزمه على تنفيذ هذه الزيادات، مشيراً إلى أنه سيعلن لاحقاً عن قائمة تتضمن نحو 12 دولة ستتلقى إشعارات رسمية بخصوص الرسوم الجديدة المرتفعة.
يُنظر إلى هذه الإجراءات على أنها وسيلة ضغط تفاوضي لإجبار الدول على توقيع اتفاقيات تجارية جديدة مع واشنطن، في إطار سياسة الحماية التجارية التي اتبعتها إدارة ترامب في السنوات الماضية.
اتفاقات محدودة رغم التهديدات الجمركية
رغم التهديدات المتواصلة بفرض الرسوم، لم تتمكن الولايات المتحدة حتى الآن من إبرام اتفاقيات تجارية جديدة سوى مع ثلاث دول فقط هي:
-
بريطانيا
-
الصين
-
فيتنام
في المقابل، لا يزال بقية الشركاء التجاريين الرئيسيين في حالة من الترقب والقلق حيال التداعيات المحتملة لهذه القرارات، وسط غياب أي بوادر لاتفاقات جديدة في الأفق القريب.
أداء الدولار أمام العملات الرئيسية
الفرنك السويسري
سجل الدولار الأميركي انخفاضاً بنسبة 0.1 في المئة أمام الفرنك السويسري ليصل إلى 0.7944 فرنك لكل دولار، مقترباً بذلك من أدنى مستوياته منذ عام 2015، ما يعكس حجم الضغوط البيعية التي تواجه العملة الأميركية في ظل هذه الأجواء.
الين الياباني
على الجانب الآخر، ارتفع الدولار قليلاً مقابل الين الياباني ليصل إلى 144.73 ين للدولار، في حركة محدودة تُعزى إلى ميل المستثمرين للتحوط في العملات الآمنة مثل الين، وسط تقلبات الأسواق العالمية.
اليورو
انخفض اليورو بنسبة 0.1 في المئة إلى 1.1773 دولار، لكنه ظل قريباً من ذروته المسجلة في مطلع يوليو/تموز عند 1.1829 دولار، وهي الأعلى منذ سبتمبر/أيلول 2021. يعكس ذلك تمسك العملة الموحدة بمكاسبها في وجه الضغوط الأميركية.
الجنيه الإسترليني
أما الجنيه الإسترليني فقد تراجع بنسبة 0.2 في المئة إلى 1.3628 دولار، غير أنه بقي قريباً من أعلى مستوياته المسجلة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2021، ما يشير إلى متانة نسبية في الطلب على العملة البريطانية.
مؤشر الدولار وأداءه العام
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.1 في المئة ليصل إلى 97.058 نقطة. يأتي ذلك بعد أن كان قد سجل أدنى مستوى له منذ ثلاثة أعوام ونصف العام عند 96.373 نقطة في وقت سابق من الأسبوع، ما يبرز شدة التراجع الذي تعرض له الدولار قبل محاولة طفيفة للتعافي.
العملات المرتبطة بالمخاطر تتراجع في المحيط الهادئ
الدولار الأسترالي
في منطقة المحيط الهادئ، تعرضت العملات المرتبطة بالمخاطر لموجة بيع واضحة، حيث هبط الدولار الأسترالي بنحو 0.5 في المئة إلى 0.6519 دولار أميركي.
يأتي هذا التراجع في وقت يترقب فيه المستثمرون اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي، الذي من المتوقع أن يقر خفضاً جديداً في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في ظل تراجع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي المحلي.
الدولار النيوزيلندي
في المقابل، تراجع الدولار النيوزيلندي بنحو 0.4 في المئة إلى 0.6026 دولار أميركي. وتشير التوقعات إلى أن بنك الاحتياطي النيوزيلندي قد يُبقي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل، على الرغم من احتمالية خفض جديد لاحقاً خلال العام الحالي في حال استمرار التباطؤ الاقتصادي.
يأتي هذا التراجع في أداء الدولار الأميركي في سياق أجواء تجارية متوترة على المستوى العالمي. يسعى ترامب، من خلال فرض رسوم جديدة أو التهديد بها، إلى تعزيز موقع الولايات المتحدة التفاوضي في مواجهة الشركاء التجاريين.
وتترقب الأسواق العالمية تطورات هذا المشهد وسط حالة من الحذر الشديد، في ظل توقعات بحدوث تقلبات حادة قد تطرأ فور الإعلان عن المعدلات الجديدة للرسوم الجمركية.
ورغم أن بعض المتعاملين يعتقدون أن التأثير هذه المرة قد يكون أقل حدة، نظراً لأن الزيادات الجمركية متوقعة مسبقاً وأخذت في الاعتبار ضمن التسعير الحالي، فإن الأسواق تظل في حالة استعداد تام لاحتمال مفاجآت اللحظات الأخيرة، وهو ما يبقي مستوى التوتر والضبابية مرتفعاً في سوق العملات العالمي.