العالم على أعتاب الركود المالي .. وأزمة مالية هي الأسوأ منذ عام 1949

يقف العالم اليوم على مشارف ركود جديد، في أزمة هي الأسوأ منذ عام 1949، لأنها تنطلق من حدثين كان لهما وقع هائل على اقتصادات العالم، جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية. إذ أن بفعل الجائحة، ضخّت المصارف المركزية حول العالم سيولة بتريليونات الدولارات سرعان ما تحولت إلى تضخم تسارع وتكثف بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
نتيجة هذين الحدثين، ظهرت المؤشرات في تحوّل الاقتصاد العالمي نحو الركود. فالاقتصاد الأميركي، أي أكبر اقتصاد في العالم، يعاني اليوم مما يسمّيه “ركوداً تقنياً”، وهو عبارة عن فصلين متتاليين يسجّل فيهما الناتج المحلّي الإجمالي انكماشاً. كما أنّ منحنى العائد (yiel curve) على السندات الأميركية بدأ يظهر بشكل منعكس، أي ينخفض العائد على السندات الأطول خلافاً للسندات القصيرة الآجلة التي يرتفع العائد عليها، وهذا أحد مؤشرات وقوف الاقتصاد الرأسمالي على أعتاب الركود. أما الاقتصادات الأوروبيّة، فهي أيضاً تعاني من انكماش، وحتى الصين تعاني من تراجع في معدلات النمو.ويبدو أن الركود المالي العالمي لا مفر منه بعدما شهدت تعاملات اليوم الاثنين، سقوطاً جماعياً لأسواق العملات، حيث سجلت الليرة التركية أدنى مستوى لها مقابل الدولار، كذلك الجنيه الاسترليني واليورو، في شرارة قد تودي لأزمة غير مسبوقة منذ 7 قرون. وارتفعت أيضاً أسعار النفط بشكل طفيف في التعاملات المبكرة اليوم الإثنين، بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ ثمانية أشهر، الأسبوع الماضي، متأثرة بارتفاع الدولار ومخاوف من أن تؤدي الزيادات الحادة في أسعار الفائدة على مستوى العالم إلى ركود والإضرار بالطلب على الوقود.
وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 20 عاماً اليوم، ليحد من ارتفاع أسعار النفط.
كما سجل اليورو أكبر انخفاض له منذ 20 عاماً أمام الدولار وسْط مخاوف من حدوث ركود اقتصادي مع امتداد أزمة الطاقة نحو الشتاء وسْط تصعيد في الحرب على أوكرانيا.
المصدر : وكالات